خالد عكاشة: نتنياهو يشن انقلابًا داخليًا على مؤسسات الدولة العميقة في إسرائيل

قال العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نجح في تحقيق اختراقات داخلية غير مسبوقة، مقارنة بسابقيه، خصوصًا في ظل إدارات أمريكية ديمقراطية كانت تنتهج توجهات مختلفة تجاه الصراع في الشرق الأوسط.
"انقلاب داخلي غير مسبوق على مؤسسات الدولة العميقة"
وأوضح عكاشة، خلال لقائه مع الإعلامي نشأت الديهي في برنامج "المشهد" المذاع عبر قناة TeN، أن نتنياهو استطاع للمرة الأولى أن يُحدث انقلابًا داخليًا على مؤسسات الدولة العميقة في إسرائيل، والتي كانت تمثل تقليديًا صمام أمان في رسم السياسات الإقليمية والدولية للدولة العبرية.
وأشار عكاشة إلى أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، التي كانت تحظى بمكانة مرجعية داخل الدولة، باتت اليوم في موقع الصدام المباشر مع نتنياهو، مؤكدًا أن رئيس الأركان نفسه أصبح يُهاجَم علنًا حين يُقدّم تحذيرات أو ملاحظات استراتيجية بشأن تداعيات الحرب في غزة.
التآكل في مكانة الجيش يشكل تحولًا خطيرًا
ونوه إلى أن هذا التآكل في مكانة الجيش يشكل تحولًا خطيرًا في التوازنات الداخلية بإسرائيل، ويضعف من نفوذ المؤسسة التي طالما كانت ركيزة أساسية في صنع القرار السياسي والأمني.
كما أشار إلى أن ما وصفه بـ"الانقلاب السياسي" الذي يقوده نتنياهو لم يقتصر على الجيش فقط، بل امتد أيضًا إلى المؤسسة القضائية، التي دخلت في مواجهة مفتوحة مع الحكومة على خلفية تعديلات دستورية وتشريعية مثيرة للجدل.
المجتمع الإسرائيلي منقسم أكثر من أي وقت مضى
وأكد عكاشة أن حالة الانقسام الداخلي داخل إسرائيل أصبحت أكثر حدة منذ السابع من أكتوبر الماضي، لافتًا إلى أن الاحتجاجات والمظاهرات المتواصلة في الشارع الإسرائيلي تُعبّر بوضوح عن حجم الشرخ داخل المجتمع، وتُهدد بتآكل التماسك المؤسسي للدولة.
من جانبه، قال الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية، إن إسرائيل تعيش اليوم في حالة من العزلة الدبلوماسية غير المسبوقة على الصعيدين الإقليمي والدولي، نتيجة استمرار عدوانها الوحشي على قطاع غزة، وتعنت القيادة السياسية بزعامة بنيامين نتنياهو في المضي قدماً بسياسات قمعية وعدوانية دون اكتراث بردود الفعل العالمية.
الفجوة المتزايدة بين ممارسات الاحتلال وتوقعات المجتمع الدولي
وأوضح الدكتور محمد كمال، إن ما تشهده إسرائيل حالياً من تراجع في دعم الحلفاء التقليديين، سواء في أوروبا أو حتى داخل الولايات المتحدة، يعكس حجم الفجوة المتزايدة بين ممارسات الاحتلال وتوقعات المجتمع الدولي.