دينا عصمت: العالم يشهد تحولات كبرى نحو تعددية قطبية جديدة

أكدت الإعلامية والباحثة السياسية دينا عصمت، أن العالم يشهد تغيرًا جذريًا في موازين القوى الدولية وتحولات في طبيعة التحالفات، مشيرة إلى أن الدول باتت تُعيد ترتيب أولوياتها وتحالفاتها وفق مصالحها الاقتصادية والأمنية، بعيدًا عن الاصطفافات التقليدية التي حكمت النظام الدولي لعقود.
النظام العالمي ارتكز على ثنائية القطبية
وقالت عصمت، خلال حلقة اليوم من برنامج «مساء DMC»، المذاع على شاشة DMC، إن النظام العالمي الذي تشكّل بعد الحرب الباردة، والذي ارتكز على ثنائية القطبية بين الولايات المتحدة وحلف الناتو من جهة، والاتحاد السوفيتي من جهة أخرى، لم يعد قائمًا، مضيفة: "نحن أمام نظام عالمي متعدد الأقطاب بامتياز".
وأوضحت أن رغم استمرار هيمنة الغرب بقيادة الولايات المتحدة، إلا أن قوى دولية كبرى مثل الصين وروسيا، وقوى إقليمية مؤثرة كـ الهند، والاتحاد الأوروبي، واليابان، وكوريا الجنوبية، تفرض اليوم واقعًا جديدًا، يُعيد تشكيل ملامح النظام الدولي، حيث لم تعد التحالفات ثابتة، بل تتغير تبعًا للمصالح، كما هو الحال مع الناتو، ومجموعة بريكس، ومنظمة شنغهاي للتعاون.
أحد أبرز الأمثلة على هذا التحول هو التباين داخل الاتحاد الأوروبي
وأضافت أن أحد أبرز الأمثلة على هذا التحول هو التباين داخل الاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن أوروبا التي فرضت عقوبات اقتصادية مشددة على روسيا، تجد اليوم صعوبة في فرض عقوبات مماثلة على إسرائيل، بسبب الانقسامات بين الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة، ما يعكس "تراجع الهيمنة الأمريكية المطلقة على القرار الغربي".
واختتمت عصمت حديثها بالإشارة إلى خطوة سياسية مهمة تلوّح بها بريطانيا، والتي تستعد للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين داخل أروقة الأمم المتحدة، وهي خطوة تعارضها الولايات المتحدة بشدة، لكنها تمثل تحولًا مهمًا في الموقف الأوروبي، وتعكس طبيعة التحالفات المتغيرة في النظام العالمي الجديد.
وفي سياق أخر، قالت جينجر تشابمان، عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، إن اغتيال الناشط المحافظ تشارلي كيرك شكّل صدمة كبيرة في الولايات المتحدة، خاصة مع انتماء المتهم إلى منظمة يسارية متطرفة.
حادثة القتل هذه تُستغل سياسيًا من قبل الرئيس دونالد ترامب
وأضافت تشابمان، في تصريحات مع الإعلامية فيروز مكي، مقدمة برنامج "مطروح للنقاش" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن حادثة القتل هذه تُستغل سياسيًا من قبل الرئيس دونالد ترامب، الذي يرى أن اليسار يقف خلف موجات العنف المتكررة التي استهدفته شخصيًا خلال ولايته الأولى وما بعدها.