حكم الدعاء الجماعي للميت وصيغته وشروط التضرع عند القبر

أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الدعاء الجماعي للميت عند قبره من أعظم القربات التي أوصى بها الإسلام، سواء أكان فرديًا أم جماعيًا، لما فيه من تعزيز للروحانية والتراحم بين المسلمين.
وقالت إن الدعاء الجماعي للميت يعتبر أرجى للقبول، لما فيه من إيقاظ للقلوب وجمع للهمة وتضرع بين يدي الله عز وجل، خاصة عند اقتران ذلك بموعظة تذكر بالموت والدار الآخرة.
حكم الدعاء للميت بعد الدفن
وبينت دار الإفتاء مشروعية حكم الدعاء الجماعي للميت، وقالت إنه ورد في السُّنة الشريفة أن يقف المشيِّعون للجنازة عند القبر ساعةً بعد دفن الميت والدعاء له. وقالت ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "استغفروا لأخيكم، وسلوا له التثبيت؛ فإنه الآن يُسأل"، وروى مسلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه قال: «إذا دَفَنتُمُونِي فَشُنُّوا عليَّ التُّرَابَ شَنًّا، ثُم أَقِيمُوا حَولَ قَبرِي قَدرَ ما تُنحَرُ جَزُورٌ ويُقسَمُ لَحمُها حتى أَستَأنِسَ بكم وأَنظُرَ ماذا أُراجِعُ به رُسُلَ رَبِّي».
شروط الدعاء حول القبر الميت
وأوضحت دار الإفتاء أن الدعاء للميت والذِّكْر عند قبره يعد أمرًا مشروعًا ومستحبًا، ويكون سرًّا أو جهرًا، وبأي صيغةٍ تشتمل عليه، فالأمر في ذلك واسعٌ، والدعاء في الجَمْعِ أرجى للقبول وأيقظُ للقلب وأَجْمَعُ للهمة وأَدعى للتضرع والذلة بين يدي الله تعالى.
صيغة الدعاء الجماعي للميت
أكدت أن الدعاء للميت والذكر عند قبره يجوز بأي صيغة مشروعة، دون تضييق على الناس. كما أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الدعاء الجماعي أرجى للقبول، مشيرًا إلى قوله: "يد الله مع الجماعة".
حذرت الإفتاء من إثارة النزاعات حول مشروعية الدعاء الجماعي، مؤكدة أن تقييد ما وسع الله ورسوله يعد بدعة مذمومة، وأشارت إلى ضرورة ترك التعمق في الأمور التي سكت عنها الشرع، اقتداء بوصية النبي صلى الله عليه وسلم: "ذروني ما تركتكم".
الدعاء الجماعي للميت.. موعظة حسنة
وأكدت دار الإفتاء، أن الدعاء الجماعي عند القبر، يوكد أهمية اتباع السنة دون تشدد أو تعصب، كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى التيسير وترك التنطع في الدين.