عاجل

نشأت الديهي: نحن في وقت شديد الدقة والحساسية.. وأمامنا عدو مشترك اسمه إسرائيل

الإعلامي نشأت الديهي
الإعلامي نشأت الديهي

 

 

أكد الإعلامي نشأت الديهي أن المنطقة العربية تمرّ بمرحلة استثنائية من تاريخها الحديث، وصفها بأنها "شديدة الدقة والحساسية"، مشيرًا إلى أن التحديات الراهنة لم تعد مقتصرة على الأبعاد العسكرية أو السياسية فقط، بل امتدت لتشمل الأمن القومي، الاقتصاد، التحالفات الدولية، والرأي العام العالمي.

المنطقة تمر بمرحلة دقيقة واستثنائية

وخلال حديثه في برنامجه "المشهد"، الذي يُذاع عبر شاشة "TEN"، شدّد الديهي على أن الخطر الأكبر الذي يوحّد العرب جميعًا هو "العدو المشترك" المتمثل في إسرائيل، والتي وصفها بأنها تمثل محورًا للتوتر وعدم الاستقرار في المنطقة منذ نشأتها.

أوضح الديهي أن ما تشهده المنطقة من تطورات عسكرية وأمنية على أكثر من جبهة، بدءًا من العدوان الإسرائيلي على بعض الدول وصولًا إلى التوترات الداخلية، يجعل من الضروري إعادة صياغة المواقف العربية على أسس أكثر واقعية.


وقال: "نحن أمام وقت بالغ الخطورة، ليس فقط بسبب ما يجري في فلسطين أو غزة أو الضفة، بل بسبب مشروع إسرائيلي يسعى إلى إعادة رسم خريطة المنطقة بما يتعارض مع مصالح الدول العربية".

سياسات توسعية تستهدف استقرار المنطقة

أكد الإعلامي أن إسرائيل لم تعد تشكل تهديدًا على الفلسطينيين وحدهم، بل تجاوزت ذلك إلى محاولة فرض واقع جديد على المنطقة بأكملها، سواء عبر الضغط السياسي أو التحركات العسكرية أو حتى من خلال العلاقات الدولية التي تحاول توظيفها لمصالحها الخاصة.
وأضاف: "علينا أن ندرك أن إسرائيل هي العدو الذي يجمع العرب جميعًا، حتى وإن اختلفت توجهاتنا أو تحالفاتنا. هذا الكيان لا يريد السلام الحقيقي ولا الاستقرار، بل يسعى إلى أن تبقى المنطقة في حالة صراع دائم".

التضامن هو السلاح الأقوى في مواجهة التحديات

شدد الديهي على أن المرحلة الحالية لا تحتمل ترف الخلافات العربية – العربية، وأن التشتت بين الدول يفتح الباب واسعًا أمام إسرائيل لاستغلال الانقسامات. وأوضح أن الوحدة، حتى لو كانت في حدها الأدنى، تُمثل ضرورة وجودية لمواجهة التحديات.
وأشار إلى أن التاريخ أثبت أن أي انتصار عربي على إسرائيل أو أي نجاح في ردعها كان مرهونًا بالوحدة أو على الأقل بالتنسيق الجماعي.

 

الوعي الشعبي خط الدفاع الأول

تطرق الديهي خلال حديثه إلى الدور المحوري للإعلام في المرحلة الراهنة، معتبرًا أن الوعي الشعبي يمثل خط الدفاع الأول ضد محاولات التضليل والتزييف التي تمارسها إسرائيل وأذرعها الإعلامية.


وقال: "الإعلام لم يعد وسيلة لنقل الخبر فقط، بل أصبح أداة من أدوات الحرب الحديثة. نحن بحاجة إلى خطاب إعلامي قادر على فضح الجرائم الإسرائيلية، وفي الوقت نفسه بناء وعي حقيقي لدى الجماهير العربية".

 

الولايات المتحدة ودور الغرب في دعم إسرائيل

ازدواجية المعايير الغربية مستمرة

لم يغفل الإعلامي نشأت الديهي الإشارة إلى الموقف الأمريكي والأوروبي، مؤكدًا أن الغرب لا يزال يمارس ازدواجية واضحة في التعامل مع قضايا المنطقة. وأوضح أن إسرائيل تحظى بدعم غير محدود سياسيًا وعسكريًا واقتصاديًا من الولايات المتحدة، في الوقت الذي يُتهم فيه العرب بالإرهاب كلما دافعوا عن حقوقهم المشروعة.


وأضاف: "العالم الغربي لا يرى سوى بعين واحدة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، بينما يتجاهل الحقائق والجرائم الموثقة بحق الشعب الفلسطيني وبحق استقرار المنطقة".

 

بناء استراتيجية متكاملة لمواجهة إسرائيل

طرح الديهي عدة تساؤلات مهمة حول الخطوات التي ينبغي أن تتخذها الدول العربية في مواجهة المخاطر الراهنة، مشددًا على أهمية:

إعادة ترتيب البيت العربي الداخلي، عبر تجاوز الخلافات الثنائية.

تفعيل أدوات القوة الناعمة، من دبلوماسية وتحالفات دولية، للضغط على إسرائيل.

توحيد الخطاب الإعلامي والسياسي، بما يخدم المصالح العربية العليا.

دعم الشعب الفلسطيني سياسيًا وإنسانيًا، باعتباره خط المواجهة الأول.

 

الوعي الشعبي أقوى من السلاح

أكد الديهي أن المسؤولية لا تقع على عاتق الحكومات فقط، بل على الشعوب أيضًا، موضحًا أن حالة الوعي الجماهيري قادرة على إفشال أي مشروع إسرائيلي يهدف إلى بث الفتنة أو شق الصف العربي.


وأشار إلى أن التاريخ يشهد بأن الشعوب حين تتوحد وتدرك الخطر الحقيقي، تكون قادرة على الصمود وإجبار الحكومات على اتخاذ مواقف أكثر صلابة.

 

في ختام حديثه، وجّه الإعلامي نشأت الديهي رسالة مباشرة قال فيها: "نحن في وقت حساس ودقيق، وأمامنا عدو مشترك اسمه إسرائيل. إذا لم ندرك ذلك اليوم، فقد نجد أنفسنا غدًا في مواجهة خطر أكبر يهدد وجودنا جميعًا".


وأكد أن البرنامج "المشهد" سيبقى مساحة مفتوحة لمناقشة مثل هذه القضايا الجوهرية، باعتبارها تمس الأمن القومي العربي وتحدد مستقبل المنطقة لعقود مقبلة.

تم نسخ الرابط