خبير: زيارة ملك إسبانيا للقاهرة تؤكد متانة العلاقات التاريخية بين البلدين
أكد الكاتب الصحفي جميل عفيفي، مدير تحرير جريدة الأهرام، أن زيارة ملك إسبانيا إلى مصر تُعد من الزيارات المهمة والدالة على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرًا إلى أنها تأتي في توقيت بالغ الحساسية سياسيًا وأمنيًا، سواء لمصر أو لمنطقة الشرق الأوسط ككل.
زيارة تاريخية تحمل دلالات استراتيجية
قال عفيفي في مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، إن زيارة الملك الإسباني تمثل أول زيارة من نوعها إلى القاهرة، وتأتي استجابة لدعوة وجهها له الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال زيارته السابقة إلى إسبانيا، موضحا أن هذه الزيارة تعكس المكانة الإقليمية والدولية لمصر كشريك استراتيجي لأوروبا، وتُبرز حرص الطرفين على تعزيز التعاون في ملفات متعددة.
وأشار إلى أن العلاقات بين القاهرة ومدريد باتت أكثر قوة ووضوحًا، خصوصًا في ضوء التقارب في المواقف تجاه الحرب على غزة، ورفض كلا البلدين لمحاولات تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية.
رفض مصري إسباني لسياسات التهجير والعدوان الإسرائيلي
أوضح عفيفي أن الزيارة تأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تصعيدًا إسرائيليًا خطيرًا، مضيفًا أن الرئيس السيسي شدد خلال لقائه مع الملك الإسباني على رفض مصر القاطع لمحاولات تهجير سكان قطاع غزة، محذرًا من أن هذا السيناريو سيخلق أزمة إنسانية وأمنية كبرى تمتد إلى أوروبا وشمال المتوسط.
وأكد أن موقف مصر من القضية الفلسطينية ثابت ولم يتغير منذ 7 أكتوبر 2023، مشددًا على ضرورة وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، وتبادل الأسرى، وبدء عملية إعادة الإعمار، والتوصل لحل عادل وشامل يضمن إقامة دولة فلسطينية.
دعم مدريد للقضية الفلسطينية خطوة لافتة
وأشار عفيفي إلى أن إسبانيا اتخذت مواقف غير مسبوقة في دعم الفلسطينيين، حيث قامت بالاعتراف رسميًا بدولة فلسطين، وعلّقت الصفقات العسكرية مع إسرائيل، كما طالب رئيس وزرائها صراحة بوقف العمليات العسكرية في غزة.
ونوّه إلى أن هذا التحرك الإسباني يُعد انعكاسًا مباشرًا للجهود المصرية الدبلوماسية التي نجحت في نقل حقيقة ما يجري داخل القطاع، مشيرًا إلى أن زيارة رئيس وزراء إسبانيا لمعبر رفح كانت لها دلالة قوية، حيث عاين بنفسه العرقلة الإسرائيلية لدخول المساعدات الإنسانية.
مصر شريك لا غنى عنه لأمن المتوسط
أكد عفيفي أن مصر تعتبر الركيزة الأساسية للأمن والاستقرار في جنوب المتوسط، مشيرًا إلى أن الدولة المصرية استطاعت منذ 2017 منع خروج أي مركب هجرة غير شرعية من سواحلها، وهو ما يعكس السيطرة الكاملة التي تفرضها الحكومة على حدودها البحرية.
وأوضح أن التعاون الأمني والعسكري بين مصر ودول الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها إسبانيا، في تطور مستمر، خاصة في مواجهة الإرهاب والهجرة غير النظامية، لافتًا إلى أن هناك تدريبات عسكرية بحرية وبرية مشتركة تُجرى بين البلدين لتعزيز الأمن البحري في المتوسط.
الغاز المصري.. مورد استراتيجي لأوروبا
وأشار عفيفي إلى أن مصر تمتلك أصولًا استراتيجية في مجال الطاقة والغاز الطبيعي، وتلعب دورًا مهمًا في نقل الغاز إلى أوروبا عبر البنية التحتية المتقدمة، مما يجعلها شريكًا لا غنى عنه للاتحاد الأوروبي، في ظل الحاجة الأوروبية الماسّة لمصادر طاقة مستقرة بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
