عاجل

هل العلاقات تُعوض بالبدائل أم أن الغائب لا بديل له؟.. «الستات» تناقش القضية

الستات
الستات

أثارت الإعلاميتان سهير جودة ومفيدة شيحة، خلال حلقة جديدة من برنامج «الستات» المذاع عبر قناة النهار، جدلًا واسعًا حول فكرة: هل العلاقات الإنسانية يمكن أن تستمر بالبدائل، أم أن الغائب لا يُعوَّض؟.

وخلال النقاش، تناولت سهير ومفيدة أبعاد مختلفة لغياب الأشخاص، سواء كان بسبب الفقد المفاجئ كالوفاة، أو نتيجة انسحاب مؤذٍ بسبب خلاف أو موقف صادم، مؤكدتين أن الإجابة لا يمكن أن تكون واحدة للجميع، بل تتوقف على عدة عوامل تتعلق بظروف الفقد ورصيد العلاقة.

 

الغياب المفاجئ يترك فراغًا صعب التعويض

أوضحت سهير جودة أن أكثر ما يشغل الإنسان بعد غياب أحد المقربين بشكل مفاجئ هو السؤال: هل سأجد شخصًا يشبهه؟، مؤكدة أن هذا السؤال يطارد الجميع تقريبًا ،وأضافت أن الفقد غير المتوقع، سواء كان بسبب حادث أو وفاة، يجعل الشخص في رحلة بحث لا شعورية عن «نسخة» من الغائب تعوضه عن الشعور بالفراغ.

وترى أن هذه الحالة مرتبطة بغياب الصدمة السلبية، لأن الراحل لم يرتكب خطأ أو يترك جرحًا قبل رحيله، ما يجعل الذكريات نقية، ويدفع الطرف المتبقي إلى محاولة استحضار صورة مشابهة في حياته من جديد.

 

عندما يكون الفراق مؤلمًا.. لا مكان للنسخ

من جانبها، أكدت مفيدة شيحة أن الأمر يختلف كليًا عندما يرحل الطرف الآخر بطريقة قاسية أو بسبب موقف مؤذٍ ،وقالت: «لو الشخص ده وجعني أو أساء ليا، أنا مستحيل أدور على واحد شبهه، لكن ممكن أدور على بديل يحقق لي الراحة من غير ما يكرر الألم».

وشددت مفيدة على أن البحث في هذه الحالة لا يكون عن «نسخة» من الغائب، وإنما عن شخص جديد مختلف في الصفات والسلوكيات، ليكون بداية جديدة وليس إعادة إنتاج لتجربة فاشلة.

 

رصيد العلاقة يحدد المصير

كما لفتت سهير جودة إلى أن رصيد الشخص في قلوب من حوله يلعب دورًا أساسيًا في تحديد مدى تقبّل فكرة البدائل، موضحة أن العلاقة المليئة بالذكريات والمواقف الإيجابية تجعل الفقد أصعب، بينما العلاقات السطحية أو الهشة يمكن أن تُنسى بسرعة أو تُعوَّض بسهولة.

وأضافت أن بعض الفُرَج في حياتنا لا يملؤها أحد، لأن قيمتها ليست في «الشبه» وإنما في عمق المشاعر التي ارتبطت بها.


 

واتفقت الإعلاميتان على أن السؤال «هل الغائب له بديل؟» لا يملك إجابة واحدة قاطعة، بل يظل مرهونًا بظروف الفقد وطبيعته، وبمدى استعداد الطرف المتبقي لتقبّل فكرة البحث عن بديل أو الاستمرار في حالة الحنين.

فالبديل ليس بالضرورة نسخة مطابقة من الغائب، لكنه قد يكون شخصًا جديدًا يمنح مشاعر مختلفة وأمانًا من نوع آخر،  وفي أحيان كثيرة، يظل الغائب بلا بديل، ويبقى الفراغ شاهدًا على قيمته في الحياة.

تم نسخ الرابط