من سباق الدراجات حتى المشاركة في يوروفيجين.. تفاصيل الصراع الإسباني الإسرائيلي

بدأ الصراع الإسباني الإسرائيلي، منذ أيام، بدءً من الاحتجاجات التي شنتها منظمات مؤيدة للفلسطينيين خلال سباق "إسبانيا للدراجات"، وصولًا إلى اتخاذ خطوات دبلوماسية حادة، بما في ذلك سحب القائم بالأعمال في السفارة الإسرائيلية في مدريد أمس الثلاثاء، حتي قرار إسبانيا تنسحب من "يوروفيجن" 2026.
احتجاجات خلال سباق الدراجات "إسبانيا" ضد إسرائيل
وبدأت القصة ، عندما عبر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن فخره بالاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في بلاده، والتي تسببت في تعطيل مراحل من سباق "إسبانيا" للدراجات، واستهدفت هذه الاحتجاجات فريق "إسرائيل بريميير تيك" بسبب الحرب المستمرة في غزة، ونتج عنها تعطيل بعض المراحل من السباق البالغ مدته 21 يومًا.
وقد أدت الاحتجاجات إلى وقوع حوادث بعد أن اقتحم المتظاهرون المسار في عدة مراحل، ما أثار مخاوف بشأن سلامة المتسابقين وألقى بظلال من الشك على قدرة إسبانيا على استكمال الحدث الرياضي، وقال سانشيز إن إسبانيا تعتبر هذا الموقف فخرًا لها، مشيرًا إلى أنه مثال للمجتمع الدولي على التزامها بقضايا حقوق الإنسان.
إلغاء صفقة قاذفات صواريخ إسرائيلية
بعد يوم من تصريح سانشيز، أعلنت الحكومة الإسبانية، عن إلغاء عقد شراء قاذفات صواريخ من إنتاج إسرائيل بقيمة 700 مليون يورو (825 مليون دولار)، وجاء هذا القرار ضمن سلسلة من الإجراءات العقابية ضد إسرائيل، على خلفية استمرار الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.
أعلن سانشيز عن عدة تدابير جديدة، وصفها بأنها تهدف إلى "وقف الإبادة الجماعية في غزة"، شملت هذه التدابير فرض حظر دائم على بيع الأسلحة والذخيرة لإسرائيل، ومنع عبور السفن والطائرات المحملة بالأسلحة أو الوقود المتجهة إلى جيش الاحتلال عبر الموانئ والمجال الجوي الإسباني، وحظر دخول البضائع المنتجة في المستوطنات الإسرائيلية، وزيادة الدعم المالي للسلطة الفلسطينية ووكالة الأونروا، ومنع دخول أي شخص ثبت تورطه في "الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين"، وحظر دخول وزيري الاحتلال الإسرائيلي إلى إسبانيا.
وفي خطوة أخرى، أعلن وزير الخارجية الإسباني خوزيه مانويل ألباريس عن إدراج الوزيرين الإسرائيليين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير في قائمة المنع من دخول الأراضي الإسبانية، وجاء هذا القرار كجزء من سلسلة من الإجراءات العقابية ضد الحكومة الإسرائيلية بسبب عدوانها على قطاع غزة.
رد إسرائيل على قرارات إسبانيا
وسرعان ما ردت الحكومة الإسرائيلية، على قرار إسبانيا بحظر دخول سموتريتش وبن غفير، حيث فرضت إسرائيل حظر دخول على وزيرتين إسبانيتين، هما وزيرة العمل يولاندا دياز ووزيرة الشباب سيرا ريجو، وجاء هذا الرد بسبب تصريحات الوزيرتين، اللتين وصفتهما إسرائيل بـ"داعمتي الحملات ضدها"، متهمة إياهما بتوجيه انتقادات لاذعة ضد سياسات إسرائيل في غزة.
استدعاء القائم بالأعمال الإسرائيلي في مدريد
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الإسبانية عن استدعاء القائم بالأعمال في السفارة الإسرائيلية بمدريد للاحتجاج على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، التي وصف فيها رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بأنه "معاد للسامية وكاذب"، جاء هذا التحرك بعد أن وصف ساعر المواقف الإسبانية بأنها "معادية للسامية".
تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية والبرلمانية، دعا رئيس الحكومة الإسبانية إلى منع إسرائيل من المشاركة في الفعاليات الرياضية الدولية، مثلما تم اتخاذ خطوة مماثلة ضد روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا، وقد تجددت الدعوات في إسبانيا لاستبعاد إسرائيل من جميع المنافسات الرياضية الدولية، في حال استمرت في ممارساتها العسكرية في غزة.
إسبانيا تنسحب من "يوروفيجن" 2026
كما أعلن مجلس إدارة هيئة الإذاعة الإسبانية عن انسحاب إسبانيا من مسابقة "يوروفيجن" 2026، التي ستعقد في فيينا، احتجاجًا على استمرار مشاركة إسرائيل في المسابقة رغم الاتهامات الدولية الموجهة إليها بارتكاب جرائم حرب في غزة، وجعل هذا القرار من إسبانيا أول دولة من الدول الكبرى "البيج فايف" التي تقاطع الحدث، وهو ما يشكل ضغوطًا إضافية على الاتحاد الأوروبي للإذاعة (UER).
مواقف أوروبية متفاوتة من إسرائيل
تنضم إسبانيا إلى عدد من الدول الأوروبية الأخرى التي تعارض الهجوم الإسرائيلي على غزة، فقد أكدت إيطاليا معارضتها للعملية العسكرية الإسرائيلية، بينما تبنت فرنسا موقفًا دبلوماسيًا أكثر توازنًا، مشددة على دعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، ولكن مع التأكيد على ضرورة تحقيق حل سياسي يقوم على "حل الدولتين"، وفي المقابل تبنت أيرلندا لهجة أكثر تشددًا، داعية إلى فرض عقوبات على إسرائيل.
وفي الاتحاد الأوروبي، جدد الممثل الأعلى للسياسة الخارجية جوزيب بوريل دعوته إلى وقف إطلاق النار، محذرًا من أن استمرار القصف الإسرائيلي يهدد استقرار المنطقة بأسرها.