النور مكانه في القلوب.. قصة رحمة أحمد بطلة الكاراتيه التي تحدت الإعاقة البصرية بحفظ القرآن الكريم

"رحمة أحمد محمد " أميرة الظلام التي عوضها الله عن فقدان البصر، بنور في البصيرة، وعزيمة لا تلين، وتتمسك بكل قوة بتحقيق حلمها بأن تكون دائما في الصفوف الأولي رياضيا وعلميا واجتماعياً
فقد اختص الله سبحانه وتعالى أسرة "احمد محمد" التي تقيم في القطاع الريفي بحي الجناين ،في محافظة السويس، بأن تكون نجلتهم التي جاءت إلي الدنيا عام 2006، محرومة من نور البصر، لكنهم وكطبيعة أهل الريف، أيقنوا للوهلة الأولى من استقبال "رحمة" أنهم في معية والله وعلي موعد مع اختبار يجب أن يتقبلوه بكل الرضا، حيث تعامل الأب مع الحالة بهدوء واحتساب فيما قالت الأم في نفسها، ابتلائهم أهون بكثير من غيرهم وفرغت نفسها تماما لاحتضان ابنتها لتنمو في جو يسمح لها بممارسة الحياة بشكل طبيعي
الأخذ بالأسباب والسعي للعلاج
ورغم الرضا والاحتساب غير أن الأسرة من الأيام الأولي للوليدة الجديدة في الحياة، سعت إلي العلاج والوقوف علي حالة "رحمة" وأصبح عليهم التنقل بين السويس و القاهرة للاطمئنان على صغيرتهم التي يعتقد أنها تعاني من مشكلة بالنظر.
وبعد عدة خطوات كشف الزوج لزوجته أن الطفلة اغلب الظن أنها لن تكون قادرة على الرؤية، وأنه يقترح تبديل اسمها إلى "رحمة"، بعد أن سبق واختاروا لها اسم هايدي ، وسبب تلك التسمية قبل التسجيل باسم هايدي ،ليقترن اسمها بتذكيرهم أنها رحمة من الله سبحانه وتعالى، لكنهم ورغم فقدان الأمل في أن تري ابنتهم النور انطلقوا في رحلة علاجية طويلة وشاقة بمستشفيات القاهرة، تاركين وراءهم يقين أن طلب الشفاء يحتاج الي معجزة
ممارسة لعبة الكاراتيه وحفظ القرآن الكريم
تروي أم رحمة بداية الرضاء بقضاء الله وقدره والتعامل مع حالة ابنتها "رحمة أحمد محمد "، على أنها سوف تكمل حياتها فاقدة للبصر، فتم اختيار مدرسة النور والأمل للمكفوفين، في منطقة الحرفيين بحي فيصل،بمحافظة السويس، كونها مجهزة لمثل حالة ابنتها ، لكنها أيقنت أن بنتها تحتاج إلي نور في القلب والبصيرة وهذا لا يتأتي إلا مع حفظها للقرآن الكريم. ولأن شقيق "رحمه " يمارس لعبة الكاراتيه فبدأت الأم بلفت نظر ابنتها انها ممكن تبدأ مشوارها في لعبة الكاراتيه، واقترحت عليها الالتحاق باللعبة لتساعدها في اجتيازها حالة الانطوائية التي تألف عليها وتعيش بها منذ الصغر
الشغف والتألق في لعبة الكاراتيه
وتواصل أم رحمها حديثها ل"نيوز روم" بأن ابنتها وفي عمر التاسعة بدأ شغفها باللعبة وتفوقت واستوعبت و أذهلت مدربيها، والتحقت كأول كفيفة باللعبة بالسويس مع أقرانها من الأطفال الأصحاء المبصرين،وتمكنت من تحقيق بطولات وإنجازات
حيث ظهرت بمستوي متميز ووصلت لمرحلة التألق ، بحصد البطولات، إذ حصلت على المركز الأول في جميع بطولات الجمهورية للكارتيه التي شاركت بها ماعدا بطولة واحدة حصدت المركز الثاني علي الجمهورية،وتحولت رحمة إلي أيقونة اللعبة لدي مدربها الكابتن محمد صبحي ،في مركز شباب المثلث،واصبحت تتصدر لاعبي المركز لخوض اي بطولات سواء علي المستوي المحلي داخل المحافظة أو علي مستوي الجمهورية
تهوى العمل الخير ي
وتؤكد والدة "رحمة" أن نشاط نجلتها ،اصبح مدعى للفخر لديها، وأيقنت أن ما تبذله معها من جهد،لن يضيع هباء ،خاصة بعد أن أصبح لها دور اجتماعي متميز بعد أنّ أسست وأصدقائها جروب أطلقوا عليه اسم "بهجة" لنشر السعادة، حيث يقومون بتوزيع الألعاب والهدايا على الأطفال بكورنيش السويس، وكذلك قاموا بتوزيع الهدايا علي المقيمين بدار للمسنين ولأهالي الشهداء
الالتحاق بالأكاديمية البحرية في الإسكندرية
وتشير والدة "رحمة"أن ابنتها بعد نجاحها في الثانوية العامة التحقت بالأكاديمية البحرية في الأسكندرية ،بمنحة من الجامعة الأمريكية ، وحالفها التوفيق في الفصل الأول ،لكنها تعانى من مصاريف ابنتها الشخصية،التي تحتاج لتنقل ومعيشة خاصة