عاجل

استشاري نفسي: المسؤولية المبكرة تزرع الثقة بالنفس عند الأطفال

الأطفال
الأطفال

 أكدت الدكتورة شيماء طلخان، استشاري الصحة النفسية والإرشاد الأسري، أن غرس قيمة المسؤولية في الأطفال يجب أن يبدأ منذ سنوات العمر الأولى، وتحديدًا من سن أربع أو خمس سنوات ، وأوضحت أن هذه المرحلة العمرية تعد مناسبة لبدء تعريف الطفل بمفاهيم الالتزام والانتباه، لكن بطريقة بسيطة تتناسب مع إدراكه.

وشددت على أن تكليف الطفل بمهام صغيرة لا يعني إطلاقًا تخلي الأهل عن دورهم، بل يظل وجود الأب أو الأم عنصرًا أساسيًا في عملية المتابعة والدعم، مؤكدة أن التدريب على المسؤولية لا ينفصل عن دور الأسرة في التوجيه والمراقبة المستمرة.

مسؤوليات بسيطة تحت الملاحظة

وخلال لقائها مع الإعلامية مروة شتلة في برنامج "البيت" المذاع على قناة الناس، أوضحت طلخان أن المسؤوليات الموكلة للطفل يجب أن تكون في البداية في إطار بسيط وسهل، مثل الاحتفاظ بزجاجة المياه أثناء الخروج ، ورغم بساطة المهمة، فإنها خطوة فعالة في تنمية إحساس الطفل بواجبه تجاه نفسه وأسرته.

وأضافت أن هذه المسؤولية البسيطة لا ينبغي أن تُترك دون متابعة، بل يجب أن تكون تحت عين الأم أو الأب. فإذا نسي الطفل زجاجة المياه مثلًا، فلا يتم التعامل مع الموقف بالعقاب، وإنما باستغلاله كفرصة للتعليم ، وقالت: "لو نسيها، أمشي خطوتين وأسأله: فين الإزازة؟ فيرجع يجيبها. كده أنا بدربه، بس ما برميش عليه المسؤولية بالكامل".

بناء الثقة بالنفس

وأشارت استشاري الصحة النفسية إلى أن الهدف الأساسي من تدريب الطفل على تحمل المسؤولية ليس إثقال كاهله أو تحميله فوق طاقته، وإنما مساعدته على بناء شخصية قوية واثقة من نفسها ، وأكدت أن هذا التدريب يجب أن يتم في أجواء إيجابية، بعيدًا عن إشعاره بالتقصير أو الذنب.

وأوضحت طلخان أن بعض الآباء يخطئون حينما يحمّلون الطفل مسؤولية معينة، ثم يوبخونه أو يحرجونه إذا نسي أو أخطأ، وهذا السلوك، على حد قولها، ينعكس سلبًا على شخصية الطفل ويهدم الثقة بالنفس التي نسعى لبنائها.

مسؤولية تربوية وليست اختبارًا

وأضافت أن التدريب على المسؤولية ليس اختبارًا يهدف إلى كشف نقاط ضعف الطفل، بل هو عملية تعليمية متدرجة لتأهيله على مواجهة المواقف واتخاذ القرار ، فالطفل عندما يتعلم من خلال هذه التجارب، يصبح أكثر قدرة على فهم النتائج والتعامل معها بوعي.

وأكدت أن بناء شخصية متوازنة قادرة على الاعتماد على نفسها يبدأ من هذه التفاصيل الصغيرة، التي تُرسخ مع مرور الوقت، لتجعل الطفل أكثر وعيًا بمسؤولياته داخل الأسرة والمجتمع.

دور الأسرة في النجاح

واختتمت الدكتورة شيماء طلخان حديثها بالتأكيد على أن دور الأسرة يظل الركيزة الأساسية في نجاح أي عملية تربوية ،فالأب والأم ليسا مجرد مراقبين، بل داعمين ومرشدين، يوجهون أطفالهم بحكمة ويمنحونهم الثقة اللازمة، حتى ينشأ جيل قادر على تحمل المسؤولية بوعي وطمأنينة.

تم نسخ الرابط