عاجل

أول تعليق للدكتور زاهي حواس حول اختفاء قطعة أثرية من متحف التحرير

الدكتور زاهي حواس
الدكتور زاهي حواس

قال الدكتور زاهي حواس عالم المصريات المعروف، إن حدث اختفاء قطعة أثرية من المتحف المصري في التحرير، لهو أمر جلل، وله وقع وتأثير عالمي، ولا يمكن أن يمر مرور الكرام، ولكن الأمر كله بيد تحقيقات النيابة والتي ستكشف الحقيقة إن عاجلًا أو آجلًا.

وأكد حواس، أن الحكم الآن، بمن المتسبب، أو من وراء الحدث هو أمر متسرع، ويوحي بنية مسبقة لاتهام شخوص بعينهم، والمتحف المصري بالتحرير لطالما أخرج قامات علمية، وكوادر هي عماد علم المصريات في أنحاء العالم، ولم يحدث من قبل أن فقدت قطعة من المتحف، وهو الأمر الذي يدفعنا لعدم التسرع بالحكم، وانتظار نتائج ما تقوم به جهات التحقيقات والتي ستحدد المسؤول بدقة عن هذا الإهمال إن حدث، أو ستكشف الحقيقة كاملة.

وتابع الدكتور زاهي حواس قائلًا، إن مصر ملء السمع والبصر أثريًا، وهي أكبر بلاد العالم في ثروتها الأثرية الثقافية، وعلينا أن نحافظ جميعًا على تلك الثروة، وأرسل التحية لكل العاملين في المتحف المصري، وأقول لهم، لستم بمتهمين، وسوف يُظهر الله الحقيقة قريبًا، وسينال المخطئ عقابه، وأنتم يتعلم منكم العالم، حيث تعملون في أقدم متحف أثري على وجه الأرض.

جاءت تعليقات الدكتور زاهي حواس، حول اختفاء قطعة أثرية من معامل الترميم في المتحف، حيث اختفت الأسورة الذهبية للملك بسوسنس الأول الذهبية، وتتولى الجهات الأمنية بمختلف مستوياتها التحقيق في الأمر حاليًا بعد التحفظ على جميع من لهم صلة بالأمر.

بسوسنس الأول.. ملك لم تندثر مملكته مع الرمال

يُعد الملك بسوسنس الأول (حوالي 1047 – 1001 ق.م) واحدًا من أبرز ملوك الأسرة الحادية والعشرين في مصر القديمة، وقد حكم من عاصمة الشمال تانيس (صان الحجر حاليًا بالشرقية)، في فترة اتسمت بالانقسام السياسي بين الشمال والجنوب، حيث كان الكهنة في طيبة يسيطرون على صعيد مصر، بينما بقيت السلطة الملكية الفعلية بيد بسوسنس في الدلتا.

عرف بسوسنس الأول بلقب "با سوسن حا إن حبا إني" أي "النجم الذي يظهر في طيبة"، وهو ما يعكس مكانته الدينية والسياسية. ورغم ضعف السلطة المركزية آنذاك، استطاع أن يحافظ على استقرار نسبي في البلاد، كما رسّخ سلطته عبر الزواج من ابنة الكاهن الأكبر لآمون، ما عزز الروابط بين الشمال والجنوب.

أبرز ما ارتبط باسم بسوسنس الأول هو مقبرته الملكية التي اكتشفها عالم المصريات الفرنسي بيير مونتيه عام 1940 في تانيس. وقد وُجدت المقبرة سليمة نسبيًا، لتُعد من أعظم الاكتشافات الأثرية بعد مقبرة توت عنخ آمون. فقد احتوت على كنوز فريدة أبرزها القناع الجنائزي المصنوع من الذهب والفضة، وهو التحفة الوحيدة من نوعها التي وصلتنا من عصر قدماء المصريين.

يؤكد عالم المصريات نيكولاس ريفز أن اكتشاف مقبرة بسوسنس الأول أعاد تسليط الضوء على فترة كانت توصف بـ "العصر المظلم"، كاشفًا عن براعة فنية وحرفية لم تقل عن عصور الدولة الحديثة، كما اعتبرها الباحث كريستوفر ناونتون دليلاً على أن "ملوك تانيس لم يكونوا أقل شأنًا من أسلافهم العظام".

رحل بسوسنس الأول تاركًا إرثًا يجمع بين الغموض والعظمة، ليثبت أن حضارة مصر القديمة، حتى في عصورها الصعبة، لم تتوقف عن إنتاج الملوك الذين يخلدهم التاريخ.

تم نسخ الرابط