عاجل

من رونالدو إلى نونيز.. كيف أصبح الدوري السعودي قِبلة أبرز نجوم العالم؟

كريستيانو رونالدو
كريستيانو رونالدو مع النصر

في غضون سنوات قليلة فقط، تحوّل الدوري السعودي لكرة القدم، من بطولة إقليمية محدودة المتابعة إلى واحد من أكثر الدوريات إثارة للجدل على الساحة العالمية، وبات دوري روشن اليوم وجهة مفضلة لنجوم الصف الأول في عالم كرة القدم، بعدما استطاع أن يجذب أسماءً لامعة صنعت المجد في الملاعب الأوروبية، ليصبح الدوري محط أنظار وسائل الإعلام والجماهير في مختلف أنحاء العالم.


 البداية والتحول الكبير

لطالما عُرف الدوري السعودي بكونه دوريًا قويًا على المستوى الإقليمي، يجذب بعض اللاعبين الأجانب في نهاية مسيرتهم، إضافة إلى نخبة من النجوم المحليين الذين شكلوا القوة الأساسية للأندية، لكن نقطة التحول جاءت مع مشروع رياضي ضخم هدفه تطوير كرة القدم السعودية، لم يقتصر على الإنفاق السخي فحسب، بل شمل أيضًا تحديث البنية التحتية، وبناء ملاعب حديثة، والاستثمار في الأكاديميات، وتطوير حقوق البث بما يضمن انتشارًا عالميًا واسعًا.


رونالدو الصفقة الأهم و الأكبر

بداية الشرارة كانت بصفقة انتقال كريستيانو رونالدو إلى النصر، تلك الصفقة التي وصفت بالحدث التاريخي، إذ لم يكن أحد يتوقع أن أسطورة كرة القدم وأحد أعظم لاعبيها سيختار اللعب في المملكة العربية السعودية، وهو لا يزال يحتفظ بلياقة عالية وقدرة تهديفية هائلة، وصول صاروخ ماديرا غيّر النظرة تمامًا، وأثبت أن الدوري السعودي قادر على استقطاب نجوم الصف الأول.


 أسماء عالمية تُشعل سوق الانتقالات

بعد الأسطورة البرتغالية، توالت التعاقدات الكبيرة التي هزت سوق الانتقالات، وبدأت الأندية السعودية تجذب لاعبين كانوا حديث العالم في الدوريات الأوروبية الكبرى، كريم بنزيما، المُتوج بالكرة الذهبية، اختار الاتحاد، فيما تعاقد الهلال مع نجوم بارزين مثل البرازيلي مالكوم، و نيمار جونيور دا سيلفا لاعبا برشلونة السابقين، والنجم البرتغالي روبن نيفيز، إضافة إلى صفقات كبرى في الدفاع بضم الفرنسي ثيو هيرنانديز، و آخرهم الأوروجوياني" داروين نونيز" قادمًا من بطل البريميرليج" ليفربول".


 النصر لم يكتفي برونالدو
 

بدوره عزز النصر صفوفه بأسد التيرانجا ساديو ماني، أحد أبرز المهاجمين في أوروبا خلال العقد الأخير، كما أضاف البرتغالي جواو فيليكس في صفقة اعتبرت من بين الأبرز في صيف 2025، بجانب الفرنسي كينجسلي كومان الذي منح الدوري السعودي بُعدًا جديدًا بفضل سرعته ومهاراته الفريدة، أما الجزائري رياض محرز، فقد نقل سحره من ملاعب إنجلترا إلى الملاعب السعودية، ليصبح أحد الوجوه البارزة في دوري روشن، و بالتحديد من بوابة بطل آسيا" النخبة" النادي الأهلي.

 

ولم تتوقف التعاقدات عند هذا الحد؛ فقد انضم المهاجم الإنجليزي إيفان توني إلى الأهلي، في خطوة جسدت قدرة الدوري على جذب لاعبين في قمة عطائهم وليس فقط في نهاية مسيرتهم، إلى جانب أسماء أخرى مثل ألكسندر لاكازيت المنضم للوافد الجديد" نيوم"  وروبرتو فيرمينو المنتقل مع بداية الموسم صوب السد القطري، ومع كل موسم، يزداد عدد النجوم العالميين الذين يختارون خوض التجربة السعودية، في مشهد غير مسبوق للكرة الآسيوية.


 

التأثير على المنافسة المحلية والدولية
 

و بكل تأكيد ، رَفعت إضافة النجوم من مستوى التنافسية في الدوري، فالمباريات لم تعد مجرد لقاءات محلية، بل أصبحت مواجهة بين أسماء يعرفها جمهور الكرة حول العالم، الجمهور المحلي ازداد شغفًا، بينما جذبت المباريات انتباه متابعين من مختلف القارات، وهو ما انعكس على حقوق البث التي توسعت لتشمل أسواقًا لم تكن تعرف الكثير عن الدوري السعودي سابقًا.

 

وشهد الجانب التسويقي قفزة كبيرة، حيث بدأت كبرى الشركات في ضح استثماراتها في الأندية، بينما امتلأت الملاعب بالجماهير لمشاهدة النجوم الكبار عن قرب، حتى على صعيد كرة القدم الآسيوية، أصبح الدوري السعودي في صدارة المشهد، ليس فقط لقوته المالية، بل أيضًا لما يقدمه من كرة ممتعة وجاذبة للمتابعة.


 فرص كبيرة و مخاطر واضحة

رغم هذا التحول المذهل، تبقى هناك تحديات، فالاعتماد المفرط على النجوم العالميين قد يعيق في بعض الأحيان بروز المواهب المحلية، ما يفرض على الأندية وضع توازن بين استقطاب النجوم وتطوير اللاعبين السعوديين، كما أن الاستدامة المالية تمثل عنصرًا مهمًا لضمان استمرار المشروع على المدى الطويل، بحيث لا يقتصر على فترة إنفاق مؤقتة، بل يكون جزءًا من منظومة رياضية متكاملة.

نجاح الدوري السعودي لا يُقاس بعدد النجوم فقط، بل بقدرته على بناء مشروع متكامل يشمل الأكاديميات، المدربين المحليين، وتطوير بيئة تنافسية تمنح الأندية السعودية القدرة على المنافسة القارية والدولية لسنوات طويلة.


في الأخير، يُمكن القول إن الدوري السعودي خرج من عباءة المحلية والإقليمية، وأصبح حاضرًا بقوة على خريطة كرة القدم العالمية، من كريستيانو رونالدو  مرورًا بنيمار جونيور ،إلى كينجسلي كومان وجواو فيليكس وساديو ماني ورياض محرز وداروين نونيز ومالكوم و العديد من النجوم البارزين، بات دوري روشن قبلة النجوم و وجهة لامعة لمستقبل كرة القدم، التحول الكبير حدث بالفعل، والتحدي المقبل يكمن في ترسيخ الاستدامة، ليصبح الدوري السعودي ليس مجرد محطة للنجوم، بل قوة دائمة في عالم كرة القدم

تم نسخ الرابط