عاجل

في قلب صعيد مصر، وتحديدًا بمحافظة سوهاج، تقع قرية فزارة، تلك القرية التي فرضت اسمها على خريطة التميّز العلمي والاجتماعي، حتى باتت تُعرف بين القرى المجاورة بلقب "القرية التي لا تعرف الأمية".
ليست فزارة مجرد تجمع سكني ريفي تقليدي، بل هي كيان متكامل يضرب بجذوره في أعماق التاريخ، ويفتخر بحاضره الذي يزخر بالأطباء والمهندسين، وأساتذة الجامعات، ورجال القضاء، والضباط، والمعلمين، وحفّاظ القرآن الكريم.
■ بيئة علمية تُخرج الأجيال
ما يميز قرية فزارة عن غيرها، هو انتشار التعليم بشكل غير مسبوق داخلها. فنسبة التعليم بها تُعد من الأعلى على مستوى مركز المراغة، بل وربما على مستوى محافظة سوهاج ككل. ويرجع ذلك إلى وعي الأهالي، وحرصهم على تعليم أبنائهم، ذكورًا وإناثًا، في مختلف التخصصات.
من بين أبناء فزارة نجد خرّيجي كليات القمة: الطب، والهندسة، والعلوم، والآداب، والتربية، والاقتصاد والعلوم السياسية، والتجارة، والشريعة والقانون، واللغات والترجمة، إلى جانب العشرات من حفظة القرآن الكريم الذين يواصلون مسيرتهم في خدمة المجتمع بالعلم والعمل.
■ العائلات الكبرى.. قلاع من العلم والمكانة

عائلة آل عمران
تُعد من أعرق عائلات القرية وأكثرها عددًا وتأثيرًا. تضم العائلة نخبة من:
ضباط الشرطة، وضباط القوات المسلحة،
أعضاء النيابة والقضاء،
أساتذة جامعيين في كليات الطب والهندسة،
أطباء في تخصصات دقيقة،
مهندسين في قطاعات الدولة، ومدرسين وإداريين.
ساهمت هذه العائلة بشكل كبير في تشكيل الوعي المجتمعي داخل القرية، وتُعد من أبرز الداعمين للعمل الخيري والتعليم الديني.
عائلة الزاعفراه
برزت هذه العائلة بشكل لافت في المجال الطبي والقضائي، حيث خرج منها:
عدد من الأطباء البارزين داخل مصر وخارجها،
مستشارين وأعضاء في الهيئات القضائية،
مهندسين في مجالات متعددة،
شخصيات بارزة في المهجر ممن ساهموا في تطوير القرية بالمال والخبرة.
عائلة المهجرين
وهي من العائلات التي كان لها دور بارز في نشر التعليم بين أبنائها رغم التحديات. خرج منها:
معلمون أكفاء خدموا في مدارس القرية والمحافظة،
موظفون إداريون ناجحون في مؤسسات الدولة،
حملة قرآن ودعاة، تركوا أثرًا طيبًا في نفوس الأجيال.
عائلة بيت حسن
تمثل هذه العائلة ثقلًا اجتماعيًا معروفًا في فزارة، وتُعرف بتمسكها بالقيم والأخلاق، وقد خرج منها:
معلمون، وعاملون في قطاعات التربية والتعليم،
موظفون إداريون متميزون في الإدارات الحكومية،
عناصر شابة تتجه بقوة نحو التعليم الجامعي والعلوم الدينية.
عائلة البواتله
من العائلات التي اشتهرت بالكرم والشهامة، وقد أنجبت:
كوادر متميزة في مهن التعليم والإدارة،
عناصر بارزة في العمل الاجتماعي والتطوعي،
حملة لكتاب الله يُشار إليهم بالبنان.
عائلة السحابات
تُعرف بأنها عائلة متماسكة ذات حضور اجتماعي قوي، وتضم:
معلمين، وأخصائيين تربويين،
أئمة وخطباء وأفراد من حملة القرآن الكريم،
شبابًا صاعدًا يتجه نحو التعليم الجامعي والتخصصات العلمية الدقيقة.
■ الضواحي.. امتداد للقرية ونبضها
ولا يمكن الحديث عن فزارة دون الإشارة إلى الضواحي المتاخمة لها، والتي تشكّل امتدادًا طبيعيًا وبشريًا لها، إذ تضم هذه الضواحي عائلات وأسرًا تنتمي للقرية قلبًا وقالبًا، وتُشارك بفاعلية في الحراك العلمي والديني والاجتماعي. ولأبناء هذه الضواحي حضور فعّال في الجامعات والمهن الحرة والخدمة المدنية.
■ فزارة.. النموذج الذي يُحتذى
رغم أنها قرية ريفية، فإن فزارة تجاوزت واقعها الجغرافي، وأثبتت أن العلم والتكاتف هما الطريق الحقيقي للتقدّم. ووسط ما يعيشه المجتمع من تحديات، تظل فزارة بمثابة النبراس، تحمل مشاعل النور والعلم، وتقدّم لمصر في كل عام عشرات من الكفاءات المؤهلة لخدمة الوطن في كل مجال.
الخاتمة
فزارة ليست فقط قرية، بل تجربة حقيقية في التنمية المجتمعية من القاعدة إلى القمة. وما يجمع بين أهلها هو الإيمان العميق بأهمية التعليم، والتمسك بالقيم الدينية، والعمل الجماعي.
إنها بحق: قرية العلم وحملة القرآن.
هل ترغب

تم نسخ الرابط