عاجل

هل يُجزئ استعمال المناديل المبللة "Water Wipes" عن الوضوء الشرعي؟

المناديل المبللة
المناديل المبللة

أوضحت دار الإفتاء المصرية، في فتوى صادرة ردًا على استفسار من إحدى الشركات المُصنعة، أن المناديل المبللة "Water Wipes" -وهي مناديل ورقية مبللة بماء نظيف ومُعقَّم، ومخصصة لاستخدامها كبديل للوضوء في الظروف الخاصة كالسفر أو الزحام الشديد في الحرم المكي والمدني- لا تُجزئ شرعًا عن الوضوء، ولا تتحقق بها الطهارة المطلوبة لأداء الصلاة، وذلك لأنها تفتقر إلى شرط أساسي من شروط صحة الوضوء وهو "جريان الماء" على العضو المغسول.

لا يكفي المسح بل يجب الغَسل

وأكدت دار الإفتاء أن من المقرر شرعًا، باتفاق جماهير العلماء من المذاهب الفقهية الأربعة، أن الغَسل في الوضوء يشترط فيه جريان الماء على الأعضاء، ولا يكفي مجرد إيصال بلل الماء أو المسح بالمنديل، لأن هذا لا يتحقق به "الغَسل" الشرعي، بل هو في حكم "المسح"، وهو لا يُجزئ إلا في مواضع مخصوصة كمسح الرأس، أو في حالات الضرورة كالجروح أو الكسور.

وأضافت أن استخدام مناديل مبللة، حتى وإن كانت مبللة بالماء الطهور، لا يؤدي إلى سيلان الماء على الجلد، بل تُبقي أثر البلل فقط، وهو لا يفي بالغرض المطلوب شرعًا في غسل الوجه أو اليدين أو القدمين، وهي من أعضاء الوضوء التي يشترط فيها الغسل بالماء مع الجريان.

الحالات الاستثنائية لها أحكامها

وعن الحالات التي قد يتعذر فيها الوضوء كالسفر أو الزحام الشديد، أوضحت دار الإفتاء أن الشرع لم يُغفل هذه الظروف، فقد شرع التيمم كبديل للطهارة المائية، حال تعذر استخدام الماء، سواء لعدمه أو للضرر المترتب على استعماله.

وفي مثل هذه الحالات، يكون التيمم بالتراب الطهور هو الحل الشرعي المعتمد، مشيرة إلى قوله تعالى:
﴿فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ﴾ [المائدة: 6].

الابتكار مطلوب.. ولكن وفق الضوابط الشرعية

وأثنت دار الإفتاء على حرص الشركات المنتجة على تقديم حلول مبتكرة تُراعي احتياجات المصلين، خاصة في الظروف الحرجة، لكنها شددت في الوقت نفسه على أهمية التقيد بالضوابط الشرعية، وضرورة استشارة الجهات المختصة قبل طرح مثل هذه المنتجات باعتبارها بدائل للعبادات.

وأكدت أن الطهارة من الحدث الأصغر (الوضوء) لا تصح إلا باستعمال الماء الطهور الجاري على الأعضاء، ما لم توجد رخصة شرعية مثل التيمم، مشيرة إلى أن تخفيف المشقة في الدين له أحكامه وآلياته المقررة التي لا يجوز تجاوزها.

بناءً على ما سبق، فإن مناديل "Water Wipes" لا تُغني عن الوضوء، ولا يجوز الاعتماد عليها لتحقيق الطهارة للصلاة؛ لأنها لا تحقق شرط "جريان الماء" على الأعضاء المغسولة. كما أن اعتمادها كبديل عن الغسل يُعد مسحًا وليس غَسلًا، وهو غير مجزئ شرعًا.

وأوصت دار الإفتاء جميع الجهات المعنية بالحرص على مطابقة ابتكاراتها للمعايير الشرعية، والرجوع إلى الجهات المختصة في ذلك، حفاظًا على صحة العبادات وأمن المصلين الروحي.

تم نسخ الرابط