عاجل

باشات: كلمة السيسي في قمة الدوحة أعادت صياغة الخطاب العربي ورسمت خطوطاً حمراء

اللواء حاتم باشات
اللواء حاتم باشات

أكد اللواء حاتم باشات، الخبير الأمني، أن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة لم تكن مجرد إدانة لاعتداء إسرائيلي على قطر، وإنما إعادة صياغة لخطاب عربي جماعي يربط بين حماية السيادة الوطنية لكل دولة عربية، وبين القضية الفلسطينية التي تُمثل بوصلة الأمن القومي للمنطقة. 
وأوضح "باشات" في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن الرئيس السيسي في كلمته لفت النظر إلى خطورة النهج الإسرائيلي الذي لم يعد يقتصر على قمع الفلسطينيين أو تكريس الاحتلال، بل امتد إلى تهديد سيادة دولة عربية مثل قطر، وهو ما يعني أن إسرائيل تتعامل مع المنطقة بأكملها كساحة مفتوحة بلا قواعد. وهذه النقطة، بحسب باشات، تمثل نقلة نوعية في الخطاب المصري، لأنها تضع الجميع أمام مسؤوليات مباشرة: إذا لم يتم التصدي لهذا النهج الآن، فلن يسلم أحد من عواقبه. 
وأضاف باشات أن الرئيس لم يكتف بالإدانة، بل رسم خطوطاً حمراء: لا قبول بالتهجير، ولا تهاون مع الاعتداءات على السيادة، ولا سلام دون دولة فلسطينية مستقلة. وهي رسائل حملت في طياتها تحذيراً للمجتمع الدولي بأن استمرار سياسة "الإفلات من العقاب" تجاه إسرائيل سيؤدي إلى انفجار واسع لن يقتصر على فلسطين وحدها. 
وأشار باشات إلى أن دعوة الرئيس لإنشاء آلية عربية إسلامية موحدة لم تكن طرحاً شكلياً، بل استشرافاً لمستقبل المواجهة مع التحديات، إذ إن توحيد الجبهة العربية الإسلامية كفيل بتغيير معادلات القوة، خاصة إذا ارتبط بمصالح اقتصادية وأمنية مشتركة. وشدد على أن هذا الطرح يفتح الباب أمام تكتل جديد يوازن بين القوى الإقليمية والدولية، ويمنح العرب وزناً استراتيجياً يصعب تجاهله. 
واعتبر باشات أن الرئيس السيسي أعاد تذكير إسرائيل بأن الأمن لا يُشترى بالعدوان، بل بالالتزام بالقانون الدولي واحترام حقوق الآخرين، مؤكداً أن مخاطبة الرئيس لشعب إسرائيل كانت لافتة، إذ حملت تحذيراً صريحاً بأن سياسات حكومتهم تضعهم في مواجهة مستقبل مظلم.
واكد على أن ما جرى في الدوحة ليس مجرد اجتماع طارئ، بل محطة فارقة في بلورة موقف عربي – إسلامي مشترك، وأن كلمة السيسي ستظل مرجعية لأي تحرك قادم يهدف إلى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وحماية سيادة الدول العربية من أي اعتداءات.

تم نسخ الرابط