محمد الباز: خطاب السيسي في القمة حمل رسائل حاسمة لإسرائيل دون تهديد صريح

قال الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة "الدستور"، إن أخطر ما تضمنته أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة جاء في كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي وجه خلالها حديثًا مباشرًا إلى الشعب الإسرائيلي، دون أن يتضمن تهديدًا صريحًا، لكنه حمل دلالات سياسية عميقة وواضحة.
مصر لا تتعامل بردود فعل عاطفية أو انفعالية بل بمنهج سياسي محسوب
وأوضح الباز، خلال لقائه مع الإعلامية عزة مصطفى في برنامج "الساعة 6" المذاع على قناة "الحياة"، أن الرئيس السيسي استخدم صيغة دقيقة ومدروسة في خطابه، تعكس موقفًا ثابتًا وواضحًا من التطورات الراهنة، مؤكدًا أن مصر لا تتعامل بردود فعل عاطفية أو انفعالية، بل بمنهج سياسي محسوب يستند إلى قرارات استراتيجية متزنة.
وأشار إلى أن هذه الرسالة جاءت في توقيت بالغ الحساسية، في ظل محاولات إسرائيل لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط بما يخدم مصالحها الخاصة، مشددًا على أن القاهرة تدرك تمامًا أبعاد هذا المشروع، وتتعامل معه بوعي سياسي واستراتيجي يضع الحفاظ على السيادة الوطنية في مقدمة الأولويات.
تصريحات نتنياهو حول إعادة تشكيل الشرق الأوسط تكشف عن مشروع سياسي متكامل
وفي سياق متصل، أكد الباز أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، حول إعادة تشكيل الشرق الأوسط، تكشف عن مشروع سياسي متكامل تسعى إسرائيل من خلاله إلى فرض هيمنتها على المنطقة، عبر إضعاف الجيوش المركزية وتفريغ القرار السياسي العربي من مضمونه.
وأوضح أن هذا المشروع، كما يظهر من مواقف وتصريحات إسرائيلية متكررة، يقوم على مرحلتين: الأولى تستهدف تفكيك الجيوش الكبرى مثل الجيش العراقي والسوري والمصري، والثانية تسعى لإدخال دول الخليج في إطار سياسي تابع، بحيث تبقى مستقرة أمنيًا ولكن بلا قرار سيادي مستقل.
الباز: دول الخليج بدأت تدرك أنها ليست بعيدة عن هذا المخطط
ونوه الباز إلى أن دول الخليج، وفي مقدمتها قطر والإمارات والبحرين، بدأت تدرك مؤخرًا أنها ليست بعيدة عن هذا المخطط، بل قد تكون من أبرز أهدافه في المرحلة القادمة، مؤكدًا أن السؤال المطروح حاليًا لم يعد سياسيًا فقط، بل بات وجوديًا يتعلق بمكانة هذه الدول في "الشرق الأوسط الجديد" الذي تسعى إسرائيل لرسمه.