مأساة إنسانية في الفاشر.. السكان يقتاتون على علف الحيوانات

أكدت مصادر طبية أن سكان مدينة الفاشر في إقليم دارفور غربي السودان يواجهون مجاعة خانقة دفعتهم إلى الاعتماد على علف الحيوانات كبديل للطعام، وسط استمرار المواجهات العسكرية التي طالت مناطق واسعة من البلاد.
شهادة صادمة من داخل المستشفيات
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن طبيب يعمل في أحد مستشفيات المدينة قوله: "حتى نحن نأكل علف الحيوانات، لا يوجد شيء آخر".
وأوضح المصدر أن السكان يتناولون الأمباز، وهو علف مخصص للأبقار والحمير والإبل، في خطوة يائسة للبقاء على قيد الحياة، رغم المخاطر الصحية المرتبطة به.
مخاطر صحية قاتلة
أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن الأمباز غالبًا ما يتعرض للتلوث الفطري، خاصة في موسم الأمطار، ما يجعله غير صالح للاستهلاك البشري.
وذكر عاملون في مجال الإغاثة أن ما لا يقل عن 18 شخصًا توفوا خلال الأسابيع الأخيرة نتيجة تناول هذا العلف الملوث.
تعثر قوافل المساعدات الإنسانية
منذ أكثر من عام تعجز قوافل الأمم المتحدة عن إيصال الغذاء إلى مدينة الفاشر، إذ تتعرض لهجمات عسكرية متكررة عند اقترابها من المدينة.
ففي يونيو الماضي، تعرضت قافلة مكونة من 15 شاحنة لغارة أسفرت عن مقتل 5 من موظفي الإغاثة. كما شهد أغسطس هجوماً آخر أدى إلى تدمير 3 شاحنات وإجبار البقية على العودة.
ولا يزال من غير الواضح حتى الآن أي طرف من أطراف النزاع يقف وراء هذه الهجمات التي ضاعفت معاناة المدنيين.