"في ذكرى ميلاده الـ113.. إسماعيل ياسين أيقونة الكوميديا الذي أسعد أجيالاً

تحل اليوم، الاثنين 15 سبتمبر 2025، الذكرى الـ113 لميلاد أسطورة الكوميديا الفنان الكبير إسماعيل ياسين، الذي وُلد في مثل هذا اليوم عام 1912 بمدينة السويس، ليصبح لاحقًا أحد أعمدة الفن المصري وصاحب البصمة الأوضح في تاريخ السينما الكوميدية، وعلى مدار مسيرة فنية امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، نجح ياسين في أن يحجز لنفسه مكانة استثنائية بين جمهور عريض، وأن يسطر أرقامًا قياسية في شباك التذاكر بأفلامه التي باتت جزءًا من ذاكرة السينما المصرية والعربية.
البدايات الفنية لياسين لم تكن سهلة، إذ بدأ حياته كمطرب متأثرًا بالموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، يغني في الأفراح الشعبية والمقاهي، ومع انتقاله إلى القاهرة، التحق بفرقة بديعة مصابني الاستعراضية، ثم عمل مع فرقة علي الكسار، حيث صقل موهبته كمونولوجست وممثل على مدى عشر سنوات، قبل أن يطرق باب السينما.
الظهور السينمائي الأول له جاء عام 1939 من خلال فيلم خلف الحبايب إخراج فؤاد الجزايرلي، لتبدأ بعدها رحلة الصعود التدريجي، فبعد أدوار مساندة أثبت فيها خفة ظله وحضوره الطاغي، تحول سريعًا إلى نجم شباك، بل وحققت أفلامه حالة فريدة بكونها تحمل اسمه في العناوين مثل: إسماعيل ياسين في الجيش، إسماعيل ياسين في البوليس، إسماعيل ياسين في البحرية، وغيرها من الأعمال التي أصبحت علامات في تاريخ الكوميديا.
لم يقتصر نشاطه على السينما، بل أسس عام 1954 فرقته المسرحية الخاصة، التي استمرت حتى عام 1966، وقدمت أكثر من 50 مسرحية متنوعة، ساهمت في صياغة ملامح المسرح الكوميدي المصري. وخلال تلك المرحلة، كوّن ياسين ثنائيات فنية لا تُنسى مع نخبة من النجوم مثل رياض القصبجي (الشاويش عطية)، وزينات صدقي، وعبد الفتاح القصري، وتوفيق الدقن، وهي الشراكات التي صنعت أعمالًا أيقونية ما زالت حاضرة في وجدان الأجيال.
ورغم النجاحات الكبيرة، واجه إسماعيل ياسين في الستينيات مرحلة صعبة، إذ تراجع نجمه لعدة أسباب، منها الابتعاد عن المونولوج الذي كان أحد أسرار تميزه، وتكرار نمط أدواره السينمائية، بالإضافة إلى تراكم الديون والمنافسة الشرسة التي شكلها إنشاء مسرح التليفزيون في تلك الفترة.
وفاة إسماعيل ياسين
اضطر ياسين لمغادرة مصر إلى لبنان حيث شارك في بعض الأعمال، لكنه لم يجد هناك نفس البريق، ليعود بعدها إلى القاهرة.
وفي 24 مايو 1972 رحل إثر أزمة قلبية عن عمر ناهز 60 عامًا، تاركًا إرثًا فنيًا ضخمًا يضم أكثر من 200 فيلم وعشرات المسرحيات، التي ما زالت تُعرض حتى اليوم وتثير الضحك والإعجاب وكأنها صُنعت بالأمس.
رحيل إسماعيل ياسين لم يطفئ وهج اسمه، فقد ظل أيقونة للكوميديا المصرية، ورمزًا للفن النظيف الذي اعتمد على الموهبة الأصيلة وخفة الظل الطبيعية، لتبقى ذكراه حاضرة في وجدان كل الأجيال، ويظل "أبو ضحكة جنان" مدرسة قائمة بذاتها في فن الإضحاك الهادف.