انطلاق فعاليات "اليوم المصري للموسيقى" غدًا تحت شعار "مصر بتتكلم موسيقى"

تنطلق غدًا الاثنين فعاليات الاحتفاء بـ "اليوم المصري للموسيقى"، والذي يأتي هذا العام تحت شعار "مصر بتتكلم موسيقى"، في مناسبة تحمل دلالة خاصة لارتباطها بذكرى رحيل فنان الشعب الموسيقار الخالد سيد درويش، الذي يعد أحد أبرز من ساهموا في صياغة ملامح الموسيقى المصرية الحديثة.

تجهيزات الاحتفاء بـ “اليوم المصري للموسيقى”
وقد شهدت الساعات الماضية تجهيزات مكثفة للترويج للحدث، حيث عرضت محطات المترو والقطار السريع مجموعة من الفيديوهات التعريفية التي تدعو الجمهور للمشاركة في الاحتفالية الكبرى التي تعم مختلف محافظات الجمهورية.
وبحسب ما أعلنته وزارة الثقافة، فقد جرى اعتماد خطة واسعة النطاق لتنظيم أكثر من 100 فعالية متنوعة تقام بشكل متزامن في ما يزيد عن 80 موقعًا ثقافيًا وفنيًا في القاهرة والمحافظات، لتجمع بين الحفلات الغنائية والموسيقية، الندوات الفكرية، المعارض الفنية والتشكيلية، معارض الكتب، بالإضافة إلى فتح المتاحف الفنية للجمهور بالمجان.
ويأتي ذلك بمشاركة جميع قطاعات الوزارة وبالتنسيق مع المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية برئاسة المخرج عادل حسان، التابع لقطاع الإنتاج الثقافي برئاسة المخرج خالد جلال.
وأكد وزير الثقافة في تصريحاته بهذه المناسبة أن الموسيقى تشكل جزءًا أصيلًا من هوية المصريين منذ آلاف السنين، مشيرًا إلى أن الآلات الموسيقية ونغماتها قد وُثقت على جدران المعابد منذ فجر التاريخ، وهو ما يعكس عمق هذا الفن وقدرته على صياغة وجدان الأمة. وأضاف الوزير أن تخصيص يوم وطني للموسيقى هو بمثابة رسالة حضارية تؤكد على مكانة مصر كقوة ناعمة ذات تأثير فني وثقافي في محيطها العربي والإقليمي والعالمي.
وفي لفتة مؤثرة، حرص الموسيقار الكبير عمر خيرت على المشاركة بكتابة كلمة خاصة يتم تلاوتها في جميع المواقع الثقافية مع بداية الفعاليات، باعتبارها رسالة رمزية تجسد قيمة الموسيقى في الوجدان المصري ودورها في التعبير عن الهوية الوطنية وإعادة صياغتها جيلاً بعد جيل.
احتفالية دار الأوبرا المصرية
ويُقام الحفل الرئيسي في التاسعة من مساء الاثنين على المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور علاء عبد السلام، حيث تُفتتح الأمسية بكلمة "اليوم المصري للموسيقى"، تليها عروض موسيقية تقدمها الفرقة الغنائية والموسيقية التابعة للمركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية.
كما يشهد الحفل تكريم نخبة من رموز الموسيقى المصرية تقديرًا لإسهاماتهم، ويخرج الحفل المخرج هاني حسن.
ويتضمن البرنامج أيضًا الإعلان عن إطلاق المسابقة البحثية السنوية التي تحمل اسم "فنان الشعب سيد درويش"، إضافة إلى تدشين مشروع طموح لإحياء المسرح الغنائي من خلال البيت الفني للمسرح برئاسة الفنان هشام عطوة. ويُعرض بهذه المناسبة أوبريت "الليلة الكبيرة" لفرقة مسرح القاهرة للعرائس، وهو العمل الأيقوني من تأليف صلاح جاهين، موسيقى وألحان سيد مكاوي، تصميم ناجي شاكر، وإخراج صلاح السقا.
فعاليات موازية بالقاهرة والمحافظات
بالتوازي مع الاحتفالية الرسمية، تحتضن ساحة الهناجر للفنون في الثامنة مساءً حفلاً لفرقة النيل للآلات الشعبية التابعة لقصور الثقافة، فيما يستضيف المسرح المكشوف بدار الأوبرا عروضًا موسيقية متنوعة. كما تنظم مكتبة القاهرة الكبرى ندوة فكرية تحت عنوان: "النغم المصري.. حكاية لا تنتهي بين الهوية والتجديد.. ألحان خالدة". وفي منطقة القاهرة الخديوية (ممر بهلر – كوداك – الألفي) تُقام عروض شبابية موسيقية بمشاركة عدد من الفرق المستقلة.
المجلس الأعلى للثقافة بدوره يشارك من خلال إعادة نشر تراث المسرح الغنائي عبر قناته الرسمية على "يوتيوب"، وذلك ضمن مشروع لجمع وحفظ تراث رواد هذا الفن، كما ينظم معرضًا في بهو المجلس يضم أبرز إصداراته الموسيقية من بينها كتاب "وثائق ومدونات".
بهذا الزخم، تتحول مصر غدًا إلى ساحة مفتوحة للموسيقى بمختلف أشكالها، لتؤكد أن صوت النغم سيظل حاضرًا في وجدان المصريين، تمامًا كما أراد له سيد درويش أن يكون منذ أكثر من قرن من الزمان.