حمزة نمرة يكشف أسرار ألبومه الجديد في برنامج "واحد من الناس"

في حلقة مميزة من برنامج "واحد من الناس" الذي يقدمه الإعلامي د. عمرو الليثي عبر شاشة الحياة، حلّ الفنان والمطرب حمزة نمرة ضيفًا للحديث عن تفاصيل تجربته الفنية الأخيرة، والتي لاقت صدى واسعًا بين جمهوره في مصر والعالم العربي. كشف نمرة خلال اللقاء عن أسرار ألبومه الجديد، واستراتيجيته غير التقليدية في طرح الأغاني بشكل متتابع بدلاً من إصدارها دفعة واحدة، إضافة إلى رؤيته لمستقبل صناعة الموسيقى في ظل التحولات الرقمية المتسارعة.
تغيير في الأسلوب
أوضح الفنان حمزة نمرة أن قراره بطرح الألبوم على فترات متقطعة لم يكن صدفة، بل جاء نتيجة دراسة لطبيعة الجمهور الحالية. وقال: "تركيز الناس أصبح أقل وأسرع، لذلك فإن طرح الألبوم كاملاً مرة واحدة قد يُظلم بعض الأغاني ويجعلها لا تنال فرصتها الكافية في الاستماع."
وأضاف أن فكرة إصدار ثلاث أغنيات أسبوعيًا جاءت بناءً على خطة تسويقية دقيقة وضعها فريق العمل، معتبرًا أن المشهد الفني لم يعد كما كان في عصر الكاسيت أو الـCD، بل أصبح مرهونًا بالمنصات الرقمية التي تفرض إيقاعًا مختلفًا على الفنانين.
وأشار نمرة إلى أن التكيف مع هذا الواقع الجديد لم يعد رفاهية، بل ضرورة لأي مطرب يرغب في الحفاظ على حضوره وتواصله مع الجمهور، مؤكداً أن التطور الرقمي منح الفنان حرية أكبر لكنه في الوقت نفسه رفع سقف التحديات.
صناعة الموسيقى الآن
تحدث حمزة نمرة عن الفرق بين تجربته الحالية والبدايات، موضحًا أنه كان يتعامل مع كل ألبوم بتوتر شديد ويستغرق سنوات في التحضير له، بينما في تجربته الأخيرة كان أكثر هدوءًا ومرونة.
وقال: "في الماضي، كانت المدة بين الألبوم والآخر تصل إلى سنتين ونصف بسبب الجهد الكبير، لكن الآن أطرح ما لدي وأنتظر ردود الفعل بروح أكثر راحة."
وأكد أن نجاح الألبوم الأخير والتفاعل الكبير مع الأغاني عبر المنصات المختلفة فاق توقعاته، مشيرًا إلى أن تصدر الأغاني للتريندات أسعده كثيرًا وأثبت صحة قراره باتباع هذه الاستراتيجية الجديدة.
وأضاف أن الموسيقى اليوم لم تعد حكرًا على وسائط تقليدية، بل صارت جزءًا من منظومة تكنولوجية شاملة، حيث يلعب الذكاء الاصطناعي، وخوارزميات المنصات، وتفضيلات المستخدمين دورًا بارزًا في انتشار الأعمال الفنية.
المنافسة الإيجابية
فيما يخص المنافسة مع كبار المطربين، شدد حمزة نمرة على أهميتها، معتبرًا أنها تخدم الجمهور بالدرجة الأولى، إذ تقدم له أنماطًا موسيقية متنوعة. وقال: "الأغنية الجيدة ستُسمع في كل الأحوال، والمنافسة تعطي دفعة أكبر للفنان ليستمر في تقديم الأفضل."
وأشار إلى أن الجمهور اليوم أكثر وعيًا وانتقائية، فهو لا يلتزم بحدود السوق المحلي بل يتابع الأعمال العالمية بسهولة، الأمر الذي يضع الفنان أمام تحدٍ مستمر للحفاظ على مستوى يليق بمكانته وبانتظارات محبيه.
وأكد نمرة أن المنافسة ليست تهديدًا بل فرصة، لأنها تعزز التنوع وتمنح المستمع مساحة لاختيار ما يناسب ذوقه، وهو ما يثري المشهد الغنائي العربي.
قرار شخصي
وعن قراره في الاستمرار بإصدار أعمال جديدة دون توقف، أوضح نمرة أن ذلك ينبع من قناعة داخلية وإيمان بدوره كفنان. وقال: "طالما الله أعطاك الصحة وتستطيع إنتاج أعمالك، فلا داعي للانتظار. الجمهور دائمًا يستحق أن تقدم له الجديد."
وأشار إلى أن الغناء بالنسبة له ليس مجرد مهنة، بل رسالة إنسانية تهدف لنشر الأمل والتعبير عن هموم الناس ومشاعرهم. وأكد أن نجاح أي أغنية لا يقاس فقط بعدد المشاهدات أو التريند، وإنما بقدرتها على ملامسة القلوب وترك أثر حقيقي لدى المستمعين.
حمزة نمرة وجمهوره
يعرف حمزة نمرة بكونه واحدًا من أكثر المطربين قربًا من جمهوره، حيث يتفاعل معهم باستمرار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويستمع لتعليقاتهم واقتراحاتهم. وأوضح أن هذا التفاعل يمثل له مصدر إلهام ودافعًا لمواصلة العطاء.
وأضاف أن الفنان لم يعد يعيش في برج عاجي بعيدًا عن الناس كما كان في الماضي، بل أصبح جزءًا من حياتهم اليومية، وهذا ما يزيد من حجم المسؤولية على عاتقه.
وأشار إلى أن جمهوره هو البوصلة الحقيقية لمسيرته، وأنه يحرص دائمًا على أن تعكس أعماله تطلعاتهم وأحلامهم، مع الحفاظ على هويته الفنية التي تميز بها منذ بداياته.
رؤية للمستقبل
ختم حمزة نمرة حديثه بالتأكيد على أن صناعة الموسيقى ستشهد في السنوات القادمة مزيدًا من التحولات الرقمية، داعيًا الفنانين الشباب إلى استثمار الفرص الجديدة والتعلم من التجارب العالمية.
وقال إن النجاح لم يعد مرتبطًا بالانتشار المحلي فقط، بل بات متاحًا لأي فنان قادر على استغلال أدوات التكنولوجيا للوصول إلى الجمهور في كل مكان، مشيرًا إلى أن الفن الحقيقي سيظل دائمًا قادرًا على اختراق الحواجز والحدود.