عاجل

نزع السلاح من المخيمات الفلسطينية يضيق الخناق على حزب الله في الضاحية

سالح المخيمات الفلسطينية
سالح المخيمات الفلسطينية في لبنان

أكد خبراء لبنانيون أن عملية تسليم السلاح داخل المخيمات الفلسطينية، لا سيما تلك الموجودة في بيروت، هي تمهيد لمرحلة مستقبلية من المتوقع أن تشمل سحب سلاح حزب الله في الضاحية الجنوبية، بعد أن حقق الجيش اللبناني خطوات ملموسة نحو نزع السلاح جنوب الليطاني.

ويرى الخبراء تضع العملية حزب الله في موقف محاصر، وتضاعف الضغوط عليه لتسليم السلاح، كما أنها تمثل فصلاً جديدًا في مسار استقرار الدولة اللبنانية، حيث إن أسلحة الفصائل الفلسطينية طالما كانت تعتبر عبئًا على سيادة الدولة اللبنانية، و"خنجرًا" موجهًا نحو وحدة القرار والسيطرة الرسمية، بحسب تعبيرهم.

تسليم سلاح المخيمات الفلسطينية

أعلنت لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني مؤخرًا عن استكمال المرحلة الرابعة من تسليم السلاح، إذ نُقلت 3 شاحنات محمّلة بأسلحة من مخيم البداوي شمالًا، و5 شاحنات أخرى من مخيم عين الحلوة شرق صيدا جنوبًا، وكلها صودرت وأودعت عهده الجيش اللبناني.

وقد تم وصف هذه الخطوة بأنها محطة جديدة نحو إنهاء ملف السلاح الفلسطيني بالكامل، ضمن خطة متدرجة تنفذ على مراحل، بما يتماشى مع خريطة الطريق التي اعتمدتها القمة اللبنانية الفلسطينية في 21 مايو 2025، والاجتماعات الحكومية التي تلتها تحت قيادة رئيس الوزراء نواف سلام، والتي شددت على حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية.

ويرى الباحث داني سركيس أن تسريع هذه العملية يتزامن مع جهود الجيش في الجنوب الليطاني، ما يقضي على ذريعة حزب الله التي كان يستخدمها لربط سلاحه بسلاح الفصائل الفلسطينية. 

ويؤكد أن المرحلة الأولى من خطة الجيش بدأت عبر تفكيك بعض المنظومات العسكرية التابعة لحزب الله في الجنوب، بالرغم من محاولات الحزب تلميع الصورة أمام قواعده الشعبية بأنه لا يتخلى عن سلاحه مهما كانت الضغوط.

وأوضح المحلل السياسي بيار منير أن تسليم أسلحة ثقيلة ومتوسطة منها مدافع وقذائف من المخيمات، خاصة التي تقع في المناطق المكتظة والمتشابكة مع المدن الكبرى مثل بيروت، طرابلس، صيدا، وصور، يمثل تحوّلاً جوهريًا. 

وأضاف أن العملية جاءت نتيجة تفاهم مباشر بين الرئيسين اللبناني والفلسطيني منذ أربعة أشهر، وسط استجابة من غالبية الفصائل التي باتت تدرك أنها تعيش كضيوف تحت سيادة الدولة اللبنانية.

إلى أين تتجه المرحلة القادمة؟

يتوقع منير أن تسليم السلاح في المخيمات القريبة من الضاحية الجنوبية هو تمهيد لمرحلة مقبلة تستهدف سحب سلاح حزب الله من معقله الأساسي، وهو ما قد يفتح الباب أمام الآتي:

  • تحسين أوضاع المخيمات من حيث البنى التحتية والمشاريع الخدمية
  • وتسهيل وصول الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين

ما قد يُسهّل أيضًا تثبيت سيطرة الدولة اللبنانية على كامل ترابها، ويُعزز بناء سلطة مركزية قادرة على فرض القانون والممارسة الأمنية.

تم نسخ الرابط