قمة الدوحة الطارئة.. قرارات ملموسة أم إدانات رمزية؟

تستضيف العاصمة القطرية الدوحة، غدًا الإثنين، أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة، بدعوة من قطر وبدعم من الدول العربية والإسلامية، وذلك على خلفية الهجوم الإسرائيلي على الدوحة الذي استهدف اجتماعًا لقيادات حركة حماس.
وتأتي القمة في محاولة لصياغة موقف عربي إسلامي موحد في مواجهة ما وصفه مراقبون بـ حالة السعار العسكري والسياسي الإسرائيلي في المنطقة.
ترقب الشارع العربي والإسلامي
يعول الشارع العربي والإسلامي على نتائج هذه القمة الطارئة، حيث يرى مراقبون أنها تشكل فرصة تاريخية للتعامل مع السياسات الإسرائيلية بما يتجاوز البيانات التقليدية.
ويبقى التساؤل: هل ستخرج القمة بقرارات حاسمة ترتقي لمستوى الحدث، أم ستكتفي بالإدانات الرمزية المعتادة؟.
يصف أستاذ العلوم السياسية الأردني الدكتور الحارث الحلالمة الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قيادات حماس في الدوحة وأسفرت عن مقتل خمسة أشخاص بينهم نجل رئيس وفد حماس المفاوض خليل الحية، بأنها أوضحت أننا "أمام دولة مارقة لا تحترم القيم والقوانين الدولية وإنما تفكر بعقلية القلعة".
وأشار إلى أن ما حدث يعكس تهديدًا وجوديًا لكل دول المنطقة وليس لفلسطين وحدها.
تهديد وجودي للمنطقة بأكملها
شدد الحلالمة على أن الشعوب العربية ترى في هذه القمة أملًا لإيجاد تكتل عربي إسلامي موحد، خاصة بعد وصول دول المنطقة لقناعة بأن إسرائيل أصبحت خطرًا حقيقيًا على سيادة الدول العربية ووجودها.
وأكد أن قادة الدول المجتمعين على طاولة القمة أمام مسؤولية تاريخية لاتخاذ قرارات ترتقي إلى مستوى الخطر الإسرائيلي التوسعي، لأن الخطر لا يقتصر على غزة والضفة بل يشمل المنطقة بأسرها.
خيارات مطروحة أمام القمة
أوضح الحلالمة أن خيارات الرد يجب أن تتدرج من طلب اعتذار علني لإمارة قطر وتعويضها عما حدث أو إعادة النظر في اتفاقيات التطبيع والسلام مع إسرائيل أو مراجعة العلاقات الاقتصادية والتجارية معها.
كما دعا إلى توقيع اتفاقية دفاع عربي إسلامي مشترك على غرار الناتو، بما يبعث برسالة واضحة بأن أي اعتداء على دولة عربية أو إسلامية سيعتبر اعتداءً على الجميع، إضافة إلى تشكيل تكتل موحد يطالب المجتمع الدولي بالتحرك نحو حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية.
إدانة ضرورية وخطوة أولية
من جانبه، يرى أستاذ القانون الدولي الدكتور أيمن سلامة أن بيانات الإدانة تبقى خطوة ضرورية ودبلوماسية في الأزمات، لأنها تعبر عن موقف جماعي رافض وتوجه رسالة واضحة للمجتمع الدولي.
وأضاف أن القمة قد تناقش إجراءات أكثر فاعلية مثل عقوبات اقتصادية ودبلوماسية ضد إسرائيل، وتجميد اتفاقيات التجارة، وسحب السفراء أو تعليق العلاقات الثنائية.
وأكد أن تنفيذ هذه التدابير بشكل جماعي سيشكل ضغطًا كبيرًا على إسرائيل سياسيًا واقتصاديًا.
وأوضح سلامة أن القمة يمكن أن تقدم دعمًا قانونيًا وماليًا للتحرك الفلسطيني الهادف إلى تعزيز مكانة دولة فلسطين في المنظمات الدولية، بما في ذلك السعي إلى الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، ما يمنح القضية الفلسطينية وزنًا دوليًا أكبر.
تجاوز الخلافات شرط أساسي للنجاح
اعتبر أستاذ القانون الدولي أن نجاح القمة مرهون بمدى قدرة الدول الأعضاء على تجاوز الخلافات الداخلية وتبني موقف موحد، مشيرًا إلى أن توحيد الصفوف سيجعل القمة نقطة تحول في الدبلوماسية العربية نحو فعالية أكبر.