عاجل

منذ أكثر من ثلاثين عامًا كانت بداياتي في عالم الإعلان عبر بوابة واحدة من أكبر الوكالات الإعلانية في مصر والشرق الأوسط آنذاك. تلك التجربة الأولى لم تكن مجرد وظيفة، بل كانت مدرسة حقيقية تعلمت فيها أبجديات المهنة: كيف نصوغ رسالة تصل للقلب قبل العين، وكيف نصنع فكرة قادرة على أن تتحول إلى سلوك استهلاك.

زمان، الإعلان كان قائم على الفكرة الذكية البسيطة. كنا ندوّر على جملة أو فكرة تفضل في ذهن المستهلك، وتوصل له بسرعة. تكلفة الإعلانات وقتها ما كانتش بالملايين زي النهاردة، يمكن في بعض الحملات الكبيرة كان بيكون في ميزانية أوسع، بس دي كانت استثناء مش قاعدة

النهاردة الدنيا اختلفت. بقى الطبيعي إن الإعلان يتكلف ملايين، وبقى وجود "الميجا ستار" جزء أساسي من الحملة. بقى في اعتقاد إن النجم هو اللي هيضمن النجاح حتى لو الفكرة مش قوية. لكن في نفس الوقت، ما زلنا بنشوف إعلانات بسيطة بفكرة قوية تقدر توصل للناس من غير تكاليف خيالية

وهنا السؤال:
إحنا مفتقدين الأفكار الحقيقية اللي بتأثر؟ ولا بقينا بنستسهل ونركن على وجود النجوم بس؟

أنا شايف إن صناعة الإعلان فعلاً اتغيرت كتير عن زمان، لكن الرهان دلوقتي بقى على ذكاء المشاهد. الناس بقت أذكى وبتفرق كويس بين إعلان معمول بميزانية ضخمة لكن من غير روح، وبين إعلان فكرته بسيطة وغير تقليدية لكنه يلمس القلب.

أقدر أقول

بعد أكتر من 30 سنة في صناعة الإعلان،  إن اللي بيتغير مش بس شكل الإعلان أو وسيلته، لكن كمان طريقة تفكيرنا إحنا كصنّاع إعلانات. رغم كل التطور والميزانيات الضخمة، ما زلت مؤمن إن الفكرة البسيطة هي البطل الحقيقي. هي اللي بتوصل للمشاهد وتفضل في ذهنهم، حتى بعد سنين.

يمكن الزمن اتغير، والتقنيات اتطورت، لكن في النهاية الإعلان الناجح هو اللي يعرف يكلم المستهلك ، ببساطة وصدق… وده هو سر المهنة اللي علّمتني إياه أول يوم دخلت المجال ولسه مؤمن بيه لحد النهاردة.

وأنا كمخرج إعلانات، عشت ده لحظة بلحظة، وكنت شاهد على التحولات دي كلها… وما زلت أراهن إن الفكرة الصادقة تفضل أقوى من أي ميزانية
وفي الآخر، ده كله في صالح المنتج والمستهلك معًا: المنتج يوصل فكرته ومميزاته بشكل واضح وبميزانية معقولة، والمستهلك يتلقى رسالة حقيقية تقنعه وتفيده بدل ما تبهَره بس

تم نسخ الرابط