ما حكم تسمية الحيوانات بأسماء الأشخاص؟.. الإفتاء توضح

في ظل ما يشهده الواقع من ممارسات قد تبدو بسيطة لكنها تحمل في طياتها أبعادًا شرعية وأخلاقية، يطرح البعض تساؤلًا حول حكم تسمية الحيوانات بأسماء الأشخاص.؟ وفي هذا السياق أكدت دار الإفتاء أنه  لا يَجوز في الشريعة الإسلامية إطلاق أسماء البشر على الحيوانات، لما في ذلك من انتقاص لكرامة الإنسان ومساس بمكانته التي كرَّمه الله بها. أمّا إطلاق بعض أسماء الحيوانات أو الجمادات على الأشخاص فجائز إذا خلت من القبح والتنفير، بل قد يكون فيها معنى محمود أو إشارة إلى قوة أو جمال أو صفاء، مثل: أسد، سبع، غزالة، ظبية، صفا، مروة، زمزم.

ما حكم إطلاق الأسماء المنفرة؟

لكن إن كانت الأسماء منفِّرة أو مستقبَحة في الأسماع والطباع، كـ “كلب” و”خنزير” أو “مرة” و”حرب”، فإن إطلاقها على الأشخاص غير جائز. وقد حثَّ النبي ﷺ على حسن اختيار الأسماء، فقال: «إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَسْمَائِكُمْ وَأَسْمَاءِ آبَائِكُمْ فَأَحْسِنُوا أَسْمَاءَكُمْ» (رواه أبو داود)، وبيَّن أن أحب الأسماء إلى الله: “عبد الله” و”عبد الرحمن” (رواه مسلم). وكان ﷺ يغيّر الأسماء المستقبَحة وينفر منها، سواء كانت لأشخاص أو أماكن أو جبال.

وعليه؛ فالأصل هو صيانة كرامة الإنسان بعدم تسمية الحيوانات بأسمائه، امتثالًا لقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ…﴾ [الإسراء: 70]، مع جواز تسمية الأشخاص بأسماء الحيوانات أو الجمادات ما دامت تحمل دلالات طيبة لا يستقبحها السمع ولا ينفر منها الذوق السليم

في أي وقت يستحب تسمية المولود؟

كشفت دار الإفتاء المصرية أنه يندب أن تُطلق التسمية على في اليوم السابع من ولادته، ويجوز تسميته قبل ذلك أو بعده، لأن الشريعة وسَّعت في هذا الأمر ولم تُضيّق

اختيار الاسم الحسن للمولود من حقوقه على والديه

أكّد الإسلام على جملة من الحقوق التي يجب أن يراعيها الوالدان تجاه مولودهما، ومن أبرز هذه الحقوق: اختيار اسمٍ حسنٍ له، يكون فيه تكريم له وتمييز بين الناس، ويليق بكرامة الإنسان.

فقد ورد في “شعب الإيمان” للإمام البيهقي عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «حقُّ الولد على والده أن يُحسن اسمه، ويُحسن أدبه، ويُحسن موضعه».
وعلّق الإمام المناوي في “فيض القدير” على قوله: “أن يُحسن اسمه”، موضحًا أنه يعني تسميته باسمٍ جميل غير قبيح.