عاجل

الحصار الصامت.. تأثيرات نفسية لألعاب الهاتف المحمول على عقول الشباب

 تأثيرات نفسية لألعاب
تأثيرات نفسية لألعاب الهاتف المحمول

في عالمٍ أصبحت فيه الهواتف المحمولة بمثابة اليد الثالثة لكل إنسان، تشتعل ثورةٌ صامتة في عقول جيل الشباب، وليست كلها للأفضل، فألعاب الهواتف المحمولة، التي كانت في السابق شكلًا من أشكال الترفيه العابر، تطورت بسرعة إلى منظومة نفسية ذات تداعيات عميقة الجذور.

تأثيرات نفسية تخلفها ألعاب الهاتف المحمول:- 

تآكل مدى الانتباه

من أكثر مشاكل ألعاب الهاتف المحمول التي لا تحظى بالاهتمام الكافي هي مدى الانتباه، فالألعاب سريعة الوتيرة، المصممة لتوفير التحفيز في كل ثانية، تُعيد برمجة الدماغ لتوقع التفاعل المستمر، وعندما يعود المستخدمون الصغار إلى الفصول الدراسية أو الكتب، يشعرون بالواقع "بطيئًا" أو "مملًا"، كما أظهرت أبحاث من جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجود صلة واضحة بين الإفراط في ألعاب الهاتف المحمول وصعوبة الحفاظ على التركيز في المهام الأكاديمية.

إزالة الحساسية العاطفية

لم تعد الألعاب تدور حول الحلوى الملونة أو الطيور المرفرفة، بل أصبح العديد منها يتضمن العنف والغموض الأخلاقي والصراع المُحاكي، ومع مرور الوقت، يفقد اللاعبون حساسيتهم العاطفية تجاه العدوان والمخاطرة، مما يؤثر على مستويات التعاطف والذكاء العاطفي.

الانسحاب الاجتماعي وأزمة الهوية

لا تُقدم الألعاب الإلكترونية الترفيه فحسب، بل تُقدم أيضًا هويات بديلة، أي يُمكن لمراهق خجول أن يُصبح محاربًا شجاعًا، ويمكن لمنبوذ اجتماعيًا أن يقود جيشًا افتراضيًا، ومع أن هذا يبدو مُشجعًا، إلا أنه غالبًا ما يؤدي إلى الانطواء الاجتماعي، حيث تبدو العلاقات الواقعية أقل أهمية من العلاقات الافتراضية. 

زيادة القلق واضطرابات النوم

ما يغفل عنه معظم الآباء والمعلمين هو تأثير ألعاب الهاتف المحمول على دورة النوم والراحة النفسية، فالتعرض للضوء الأزرق، وقضاء وقت طويل في اللعب ليلاً، وإعادة تشغيل محتوى الألعاب دون وعي، كلها عوامل تؤدي إلى سوء جودة النوم، ويُسهم هذا في القلق وتقلبات المزاج، وحتى في ظهور أعراض الاكتئاب المبكرة.

ضغط الأقران والشعور بالذنب تجاه المعاملات الصغيرة

تدفع العديد من الألعاب اللاعبين إلى شراء محتوى داخلها لتحقيق تقدم أسرع أو الظهور بمظهر أكثر جاذبية، هذا يخلق هرمًا للمكانة الافتراضية، خاصةً بين الأطفال في سن المدرسة، فمن لا يشتري يشعر بالدونية، أما من يشتري، فغالبًا ما يشعر بالذنب أو يخفي عاداته الإنفاقية عن والديه، وهذا الاقتصاد القائم على المقارنة سامٌّ للغاية فهو يُعزز انعدام الأمن والإنفاق القهري، وفي بعض الحالات الكذب والسرقة.

تم نسخ الرابط