الفسحة تحولت لمأساة.. أهالي يستغيثون بالمسؤولين من سوء حالة كورنيش دمياط

يعد كورنيش دمياط، من أبرز المتنفسات العامة التي يقصدها المواطنون يوميًا، خاصة في فترات المساء والإجازات والعطلات الرسمية، حيث يمثل بالنسبة للأسر متنزهًا مجانيًا يطل على النيل ويوفر أجواءً هادئة بعيدًا عن زحام الشوارع والميادين.
غير أن هذا المتنفس الذي يفترض أن يكون واجهة حضارية للمدينة بات محل استياء متزايد من الأهالي، بعد أن تدهورت حالته بشكل لافت للنظر، في ظل غياب أعمال الصيانة والرعاية المستمرة.
الأهالي عبروا عن شكواهم من عدة مظاهر سلبية باتت تسيطر على الكورنيش، في مقدمتها الاستراحات الخشبية والحديدية التي جرى وضعها لخدمة الزوار، حيث أصبحت معظمها متهالكة وغير صالحة للاستخدام، ما يضطر المواطنين للجلوس على الأرض أو الاكتفاء بالتجول فقط.
كما أن الأعمدة الكهربائية الموجودة على طول الممشى تعاني من ضعف في الإنارة، ما يجعل المكان مظلمًا بعد غروب الشمس، ويثير المخاوف من حدوث مشكلات أو حوادث خاصة مع وجود الأطفال.
إحدى السيدات من رواد الكورنيش قالت إن المكان فقد الكثير من رونقه الذي كان يتميز به قبل سنوات قليلة، حيث كانت الأسر تقضي أوقاتًا مبهجة بين المقاعد النظيفة والإنارة القوية، بينما أصبح الوضع الآن لا يليق بمدينة بحجم دمياط.
وأضافت أن غياب الإنارة يعرض الأهالي للقلق، خاصة في فترات المساء التي يكثر فيها تردد الأسر على المكان.
شاب آخر أكد أن الكورنيش بات بحاجة إلى خطة تطوير عاجلة، مشيرًا إلى أن المكان يفتقد أيضًا للخدمات الأساسية مثل دورات المياه العامة وأماكن مخصصة للأطفال، فضلًا عن انتشار بعض السلوكيات السلبية من قبل شباب يجلسون في الظلام دون رقيب، ما يقلل من شعور العائلات بالأمان.
الأهالي أجمعوا على أن الكورنيش يحتاج إلى اهتمام من جانب الجهات التنفيذية بالمحافظة، سواء عبر صيانة الاستراحات المتهالكة، أو تركيب مقاعد جديدة تليق بالمكان، بالإضافة إلى رفع كفاءة أعمدة الإنارة وتشديد الرقابة للحفاظ على نظافة وجمال الموقع، باعتباره واجهة حضارية وسياحية للمدينة ومتنفسًا رئيسيًا للمواطنين البسطاء.
وطالب المواطنون بضرورة إدراج الكورنيش ضمن خطط التطوير الحضري التي تشهدها المحافظة في العديد من المناطق، مؤكدين أن إنقاذ الكورنيش من حالته الحالية سيعيد إليه بريقه كأحد أبرز معالم دمياط.
كما ناشدوا بضرورة تخصيص فرق صيانة ومتابعة دورية للمكان، حتى لا يتكرر مشهد الإهمال الذي عانى منه الأهالي لسنوات.
لتبقى أصوات المواطنين بمثابة جرس إنذار، ورسالة واضحة إلى المسؤولين بأن الكورنيش لم يعد يحتمل المزيد من الإهمال، وأن إعادة تطويره وصيانته باتت مطلبًا ملحًا يعكس احترام حق الأهالي في الحصول على متنفس آمن ونظيف يليق بمدينة دمياط وأهلها.




