عاجل

هل يثاب المسلم على سماع القرآن الكريم وهو يعمل؟.. الإفتاء تجيب

حكم الاستماع للقرآن
حكم الاستماع للقرآن أثناء العمل

القرآن الكريم هو الكتاب الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم هدايةً ورحمةً للعالمين. وهو كلام الله المعجز الذي لا تنقضي عجائبه ولا يُشبع منه سامعه أو قارئه.

 يعتبر القرآن أفضل منجاة للمسلم في الدنيا والآخرة، وقد خصه الله تعالى بمكانة عظيمة وجعل تلاوته وسماعه من أفضل القربات إلى الله. فكل حرف يُقرأ أو يُسمع من القرآن الكريم يضاعف الأجر ويغفر الذنوب ويطهر القلوب.

إن القرآن الكريم له من الأثر ما لا يمكن وصفه، فهو مصدر الطمأنينة والراحة النفسية، وهو أيضًا شفاء لما في الصدور. وتعتبر تلاوة القرآن أو الاستماع إليه من أعظم الأعمال التي يتقرب بها العبد إلى ربه، بل إن أجرها يتضاعف بشكل يفوق الوصف، سواء كان ذلك في الصلاة أو في الأوقات الأخرى. لا يُشترط أن يكون الاستماع إلى القرآن في أوقات معينة، بل يمكن للمسلم أن يستمع إليه في كل وقت وحين، أثناء العمل، في السفر، أو في المنزل.

هل يصح سماع القرآن أثناء العمل؟

تقول دار الإفتاء المصرية إن سماع القرآن الكريم أثناء العمل جائز شرعًا بشرط أن يكون الاستماع للقرآن دون أن يشغل عن الاستماع الفعلي أو يؤدي إلى التشتت عن تلاوته. قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204]. هذه الآية تدل على أهمية الاستماع والتفاعل مع القرآن بشكل مباشر، لكن هذا لا يمنع من سماع القرآن أثناء أداء بعض الأعمال اليومية، طالما أن الشخص لا يتعمد إلهاء نفسه عن الاستماع.

الاستماع والتفاعل مع القرآن: من الواجب على المسلم عندما يُقرأ القرآن أن يستمع له بانتباه؛ لكن إذا كان العمل لا يتطلب تركيزًا شديدًا مثل قيادة السيارة أو العمل الروتيني البسيط الذي لا يشغل الذهن، فإن الاستماع إلى القرآن لا يتعارض مع ذلك.

الشرط الأساسي: المهم أن لا يكون العمل مانعًا من الاستماع أو يؤدي إلى إلهاء الشخص عن سماع القرآن. إذا كان الشخص ينشغل بشكل كامل في عمله ويترك الاستماع أو لا يتفاعل مع القرآن بسبب ذلك، فقد يفقد بذلك الأجر المرتبط بسماع القرآن.

الحالات التي يمكن فيها سماع القرآن أثناء العمل:

العمل الذي لا يتطلب تركيزًا: مثل الأعمال الروتينية التي لا تحتاج إلى تفكير عميق، مثل التنظيف، أو العمل اليدوي البسيط.

استخدام الوسائل الحديثة: مثل تشغيل القرآن عبر أجهزة الصوت أو الهواتف أثناء أداء العمل البسيط.

قال الإمام القرطبي في "تفسيره" (7/354) أن المشركين كانوا يكثرون اللغط أثناء سماع القرآن بهدف التشويش عليه، وبهذا يتم التأكيد على أهمية الإنصات والسكوت أثناء التلاوة. ومن هنا يمكن القول بأن السماح بتشغيل القرآن أثناء العمل جائز شرعًا، بشرط أن يكون الاستماع لا يسبب أي تشتت أو إلهاء عن الهدف الأساسي من الاستماع إلى القرآن.

الخلاصة:
سماع القرآن أثناء العمل لا مانع منه شرعًا إذا كان لا يؤدي إلى إهمال الاستماع أو التفاعل مع الآيات. بل إن سماع القرآن في أي وقت هو من الأوقات المباركة التي يستفيد فيها المسلم من الأجر الكبير.

تم نسخ الرابط