وائل فهمي عبد الحميد: نجلاء بدر إضافة استثنائية في مسلسل "أزمة ثقة"

كشف المخرج وائل فهمي عبد الحميد عن كواليس اختياره للفنانة نجلاء بدر ضمن أبطال مسلسل أزمة ثقة، مؤكداً أن القرار جاء بدافع إيمانه بقدرتها على تقديم أدوار مركبة تتطلب حساً فنياً عالياً.
وأوضح عبد الحميد أن ثقته في موهبة بدر لم تأتِ من فراغ، بل من متابعته الطويلة لمسيرتها وتجربته الشخصية معها على المستوى الإنساني والفني.
وقال في حوار عبر برنامج «واحد من الناس» على قناة الحياة: "فكرت في وجودها بالمسلسل لأنها فنانة موهوبة تجمعني بها صداقة، وأنا مقتنع أنها ستقدم الشخصية بمنتهى الروعة والجودة الفنية."
صداقة شخصية تتحول إلى تعاون فني
أشار المخرج إلى أن العلاقة الودية التي تربطه بنجلاء بدر لم تكن وحدها دافعاً للاختيار، بل كان هناك حرص على أن يتجسد الدور بشكل مختلف وملفت يضيف للعمل ككل.
وأضاف أن بدر تتميز بقدرة خاصة على قراءة الشخصيات واستيعاب أبعادها النفسية، وهو ما انعكس على أدائها في أزمة ثقة.
وأكد عبد الحميد أن رهانه عليها كان في محله، حيث أضافت حضوراً مؤثراً ترك بصمة لدى الجمهور منذ عرض الحلقات الأولى.
إعادة تشكيل الشخصيات الفنية
لفت المخرج إلى أنه حرص منذ بداية التحضيرات على أن يظهر كل فنان في شكل جديد يختلف عما قدمه سابقاً.
وأوضح أن هذا التوجه جاء لتجنب النمطية والاعتياد، ولإبراز طاقات الممثلين في مناطق لم يطرقوها من قبل.
وأشار إلى أن المسلسل اعتمد على رسم شخصيات غير تقليدية، تحمل مزيجاً من التعقيد النفسي والاجتماعي، وهو ما ساعد على خلق حالة درامية مشوقة للمشاهدين.
تعاون متجدد مع المؤلف أحمد صبحي
أكد وائل فهمي عبد الحميد أن مسلسل أزمة ثقة ليس العمل الأول الذي يجمعه بالمؤلف أحمد صبحي، بل سبقه أكثر من خمسة أعمال درامية.
وأوضح أن هذا التعاون المتكرر لم يأتِ من فراغ، وإنما من التفاهم الكبير بينهما على مستوى الرؤية الفنية والمعالجة الدرامية.
وأضاف أن صبحي يتميز بالقدرة على صياغة أحداث مشوقة تلامس الواقع وتثير النقاش، وهو ما ظهر بوضوح في هذا العمل.
رحلة النص من فكرة إلى سيناريو
تحدث المخرج عن مراحل تطور النص الدرامي، مشيراً إلى أن المسلسل كان يحمل في البداية اسماً آخر قبل أن يتم تغييره.
وقال إن هذا القرار جاء بعد جلسات عمل جمعت بينه وبين أحمد صبحي والمنتجة رشا عصفور، حيث اتفقوا على أن العنوان الجديد أكثر تعبيراً عن مضمون العمل ورسائله.
وأضاف أن تغيير الاسم كان خطوة مهمة لمنح المسلسل هوية مميزة تتماشى مع أجوائه وتثير فضول الجمهور.
قوة النص أساس نجاح العمل
أوضح عبد الحميد أن النص هو الركيزة الأولى لأي عمل فني ناجح، مشيراً إلى أن ما كتبه أحمد صبحي في أزمة ثقة كان مليئاً بالتفاصيل الإنسانية والدرامية المعقدة.
وأكد أن السيناريو منح كل ممثل فرصة لتقديم شخصية حقيقية بأبعاد متعددة، بعيداً عن التنميط أو السطحية.
وأشار إلى أن هذه المعالجة ساعدته كمخرج على بناء رؤية بصرية متماسكة تتناغم مع النص وتخدم رسالته.
رؤية إخراجية تهدف للتجديد
كشف عبد الحميد أن إخراج أزمة ثقة اعتمد على البحث عن زوايا جديدة في السرد البصري.
وأوضح أنه حاول تقديم صورة مغايرة عن المعتاد في الدراما المصرية، سواء من حيث توزيع الكاميرات أو إدارة الممثلين أو حتى الإيقاع البصري العام للمشاهد.
وأضاف أن الهدف الأساسي كان الحفاظ على عنصر التشويق والدهشة لدى المتلقي.
دور المنتج في صياغة التجربة
أشاد المخرج بالدور الكبير الذي لعبته المنتجة رشا عصفور في دعم التجربة، مؤكداً أنها كانت شريكاً أساسياً في صناعة النجاح.
وقال إنها وفرت كل ما يلزم من إمكانيات إنتاجية وتقنية لخلق صورة درامية على مستوى عالٍ من الجودة.
وأشار إلى أن التعاون الثلاثي بينه وبين المؤلف والمنتجة شكّل معادلة متوازنة جعلت العمل يظهر بالصورة التي يراها الجمهور اليوم.
تحديات صناعة عمل جماهيري
أوضح عبد الحميد أن صناعة عمل درامي جماهيري ليست مهمة سهلة، بل تحتاج إلى إدارة واعية وتخطيط محكم.
وأكد أن التحدي الأكبر كان في الحفاظ على تماسك الحلقات وتوازنها من حيث الإيقاع والأحداث.
وأضاف أن فريق العمل بأكمله كان على قلب رجل واحد، وهو ما جعل الصعوبات تتحول إلى فرص للابتكار والإبداع.
تفاعل الجمهور مع العمل
توقف المخرج عند ردود الأفعال الأولى للجمهور، مشيراً إلى أنها جاءت إيجابية وتؤكد نجاح الرهان.
وقال إن المشاهدين تفاعلوا مع الشخصيات والأحداث منذ بداية العرض، واعتبروا أن المسلسل يمثل نقلة نوعية في الدراما الاجتماعية.
وأضاف أن هذا التفاعل يعكس نجاح الفريق في تقديم عمل مختلف قادر على إثارة الاهتمام.
الدراما مرآة المجتمع
أكد عبد الحميد أن الأعمال الفنية ليست مجرد تسلية، بل هي انعكاس لواقع المجتمع وما يعيشه من أزمات وصراعات.
وأوضح أن أزمة ثقة يعكس هذه الفكرة من خلال طرح قضايا إنسانية تتعلق بالعلاقات بين الأفراد وما يترتب عليها من توترات ومواقف.
وأشار إلى أن الدراما الحقيقية هي التي تفتح باب النقاش أمام الجمهور وتطرح أسئلة عميقة عن حياتهم اليومية.
المستقبل والتجارب القادمة
اختتم المخرج حديثه بالإشارة إلى أنه يسعى في مشاريعه المقبلة إلى مواصلة التجديد والتجريب.
وقال إنه يؤمن بأن نجاح أي مخرج يكمن في قدرته على خوض مغامرات جديدة والابتعاد عن التكرار.
وأكد أنه يضع في اعتباره تقديم أعمال أكثر جرأة على مستوى الفكرة والإخراج، بما يتماشى مع تطلعات الجمهور الباحث عن محتوى مختلف.