عاجل

هاني عادل: شخصية رمزي كانت الأصعب في مسلسل «أزمة ثقة»

الفنان هاني عادل
الفنان هاني عادل

كشف الفنان هاني عادل عن تفاصيل مشاركته في مسلسل «أزمة ثقة»، مشيرًا إلى أن شخصية «رمزي» التي جسدها كانت واحدة من أصعب وأعمق الشخصيات التي تعامل معها طوال مشواره الفني. وأوضح أن رمزي لم يكن شخصية عادية، بل تمتع بتركيبة معقدة، اعتمدت بشكل كبير على المراوغة والكذب لإخفاء حقيقته أمام باقي الأبطال.

وأضاف عادل أن أكثر ما ميّز الدور هو التناقض المستمر بين ما يظهره رمزي من مشاعر وما يخفيه من أسرار، وهو ما وضعه أمام تحدٍّ كبير في كيفية إقناع الجمهور في البداية بمصداقية الشخصية، ثم صدمهم تدريجيًا عند انكشاف حقيقتها. 

وأكد أن هذه النوعية من الأدوار تتطلب التعمق في دراسة الشخصية وتحليل دوافعها، حتى تصل الرسالة بصدق إلى المشاهد.

ولفت الفنان إلى أن لحظات الكذب داخل العمل لم تكن مجرد أداء تمثيلي عابر، بل كانت مشاهد ثقيلة تتطلب منه تحضيرًا نفسيًا وزمنيًا طويلًا. إذ كان عليه أن يبدو مقنعًا تمامًا في البداية، ثم يسمح تدريجيًا بظهور علامات الشك والخداع على ملامحه، فيتحقق التأثير الدرامي المطلوب.

المشهد الأخير.. محطة الحسم الدرامي

وخلال لقائه مع الإعلامي عمرو الليثي في برنامج «واحد من الناس» على قناة الحياة، أوضح هاني عادل أن المشهد الأخير في المسلسل كان بمثابة المحطة الأهم، ليس فقط له شخصيًا ولكن للعمل كله. فقد جمع هذا المشهد ذروة الأحداث وكشف الحقائق للجمهور وللشخصيات الأخرى، ليشكل لحظة الحسم الدرامي.

وأشار عادل إلى أن هذا المشهد الأخير كان يحتاج إلى تركيز شديد ودقة في التعبير عن الانهيار النفسي لشخصية رمزي، بعد أن انكشفت أمام الجميع. وأضاف أنه حرص على توصيل كل لحظة من الانفعال بصدق، ليشعر المشاهد بثقل الصراع الداخلي الذي عاشه «رمزي» منذ البداية.

وأكد الفنان أن التحدي الأكبر كان في الانتقال من شخصية محكمة السيطرة على مشاعرها طوال الحلقات إلى إنسان محطم تمامًا أمام العيون، وهو ما جعله يعتبر هذا المشهد بمثابة الامتحان الحقيقي لموهبته في «أزمة ثقة».

الصفعة والسكين.. لحظات لا تُنسى

وتطرّق عادل إلى أصعب المشاهد التي واجهها أثناء التصوير، موضحًا أن مشهد الصفعة التي تلقته الفنانة منة فضالي كان من أكثر المشاهد قسوة وصعوبة. 

وقال: «هذا المشهد كان يتطلب قدرًا كبيرًا من الإحساس بالواقعية، لأنه لحظة مفصلية في العلاقة بين الشخصيتين، ولم يكن ممكنًا تنفيذه إلا بأقصى درجات الصدق».

كما تحدث عن مشهد آخر شديد الصعوبة وهو مواجهة السكين مع الفنانة ملك زاهر، حيث جمع هذا المشهد بين الانفعال النفسي والتوتر الجسدي، مما جعله يحتاج إلى تحضيرات خاصة قبل التصوير. وأكد أن هذه المشاهد جسدت الصراع الداخلي والخارجي لشخصية رمزي، وأبرزت تعقيداته وازدواجيته.

وأضاف عادل أن هذه التجارب تذكّره دائمًا بأن التمثيل ليس مجرد أداء، بل تجربة نفسية وجسدية يعيشها الممثل بكامل تفاصيلها، وقد تترك أثرًا داخليًا يتطلب وقتًا للتعافي منه بعد انتهاء العمل.

رمزي على أرض الواقع

وفي سياق متصل، أوضح هاني عادل أنه قابل شخصيات في الواقع تشبه كثيرًا شخصية «رمزي»، خاصة هؤلاء الذين يختبئون خلف أقنعة اجتماعية براقة بينما يخفون حقائقهم المظلمة. 

وأكد أن هذه النماذج ألهمته كثيرًا في تجسيد الشخصية، إذ استحضر ملامحهم وحركاتهم وحتى طريقة كلامهم في أدائه.

وأشار إلى أن الفنان الحقيقي يستمد دائمًا من الحياة الواقعية خاماته الأساسية، ولا يمكن أن ينجح في إقناع الجمهور دون أن يلمس في شخصياته شيئًا من الواقع. 

وأضاف أن هذا ما جعله حريصًا على أن يظهر «رمزي» بشخصية قريبة من المشاهد، حتى وإن كانت تصرفاته مرفوضة أخلاقيًا.

وأكد عادل أن دور «رمزي» ساعده على إعادة التفكير في كثير من المواقف الحياتية، خاصة تلك التي تتعلق بالصدق والكذب، مبينًا أن الفن في النهاية رسالة تسهم في إيقاظ وعي الناس تجاه السلوكيات الإنسانية المختلفة.

واقعة طريفة من الكواليس

ولم يخلُ حديث هاني عادل من ذكر بعض المواقف الطريفة التي واجهته أثناء التصوير. حيث كشف عن واقعة حدثت في مشهد الدفن، عندما سقط بالفعل داخل الحفرة عن غير قصد، وهو ما لم يكن مكتوبًا في السيناريو. وأوضح أن فريق العمل ضحك كثيرًا بعد انتهاء المشهد، بينما قرر المخرج الاحتفاظ باللقطة لصدقها العفوي.

وأشار الفنان إلى أن هذه اللحظات تضيف إلى أجواء التصوير روحًا مرحة تخفف من ضغط المشاهد الصعبة، وتخلق توازنًا نفسيًا للفنانين. كما لفت إلى أن فريق العمل كان مترابطًا بشكل كبير، وهو ما ساعد على خروج العمل بالصورة التي شاهدها الجمهور.

هاني عادل: التمثيل رحلة وليست محطة

وعن تجربته في «أزمة ثقة»، قال عادل إنه يعتبر كل عمل يقدمه محطة جديدة في رحلة طويلة، وأنه لا يسعى وراء الشهرة بقدر ما يسعى وراء التحدي الفني الذي يضيف لرصيده. وأكد أن شخصية «رمزي» جعلته أكثر وعيًا بتفاصيل الممثل داخل الكادر، وأكثر إصرارًا على تقديم أدوار متنوعة في المستقبل.

وأضاف أنه يرفض التكرار أو الانحصار في نمط واحد من الأدوار، معتبرًا أن الممثل الحقيقي يجب أن يتنقل بين أنماط متعددة من الشخصيات، حتى يظل متجددًا ومثيرًا لاهتمام الجمهور. وأشار إلى أن الجمهور أصبح أكثر وعيًا ودقة في ملاحظة أداء الفنانين، مما يفرض على الممثل مسؤولية مضاعفة في البحث عن الجديد.

الفن بين الرسالة والمتعة

واختتم الفنان حديثه بالتأكيد على أن الفن بالنسبة له ليس مجرد مهنة، بل رسالة تحمل في طياتها الترفيه والتثقيف والتأثير معًا. 

وأوضح أن مسلسل «أزمة ثقة» لم يكن مجرد عمل درامي مشوّق، بل طرح قضايا إنسانية واجتماعية عميقة، تتعلق بالثقة والخداع والعلاقات بين البشر.

وأضاف أن الجمهور تفاعل مع العمل بشكل كبير، وهو ما عكس نجاح الرسالة التي أراد صناع المسلسل إيصالها. وأكد أن ما يهمه في النهاية هو أن يترك العمل أثرًا في عقول وقلوب المشاهدين، حتى ولو اختلفوا في تقييمهم للشخصيات أو الأحداث.

  

تم نسخ الرابط