عاجل

كيف تستعد «السياحة والآثار» لافتتاح المتحف المصري الكبير؟

المتحف المصري الكبير
المتحف المصري الكبير

تواصل وزارة السياحة والآثار استعداداتها المكثفة لافتتاح المتحف المصري الكبير، المقرر مطلع نوفمبر المقبل، في حدث يُعد من أبرز الفعاليات الثقافية والسياحية المنتظرة على مستوى العالم. 

وفي هذا السياق، أجرى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، جولة ميدانية للمنطقة المحيطة بالمتحف، لمتابعة جاهزية البنية التحتية والخدمات اللوجستية، والتأكد من اكتمال عناصر الإنارة والتشطيبات النهائية بنسبة تجاوزت 95%.

وتشمل خطة الاستعدادات تطوير المسارات المؤدية إلى المتحف، وتحديث محيطه العمراني بما يضمن سهولة الوصول وراحة الزوار، إلى جانب متابعة أعمال تطوير مطار سفنكس الدولي، الذي يُعد أقرب نقطة استقبال جوية للمتحف، ويُتوقع أن يشهد حركة سياحية نشطة فور الافتتاح، نظرًا لدوره الحيوي في دعم السياحة الثقافية وربط الزوار بالمواقع الأثرية المجاورة.

ويُعد المتحف المصري الكبير مشروعًا قوميًا ضخمًا، يضم آلاف القطع الأثرية النادرة، ويُربط بممشى سياحي عالمي يصل إلى منطقة الأهرامات، ما يجعله مركزًا حضاريًا متكاملًا يجمع بين التراث والتكنولوجيا الحديثة. وتعمل الوزارة على تقديم تجربة سياحية متكاملة تليق بمكانة مصر التاريخية، من خلال دمج عناصر العرض المتحفي مع الخدمات الترفيهية والتعليمية، بما يواكب تطلعات الزوار من مختلف الجنسيات.

وتأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية الدولة لتعزيز مكانة مصر كمقصد سياحي عالمي، وتحقيق نقلة نوعية في عرض التراث المصري بأسلوب مبتكر، يربط الماضي بالحاضر، ويعكس الهوية الثقافية للبلاد في أبهى صورها.
 

وفي سياق آخر كشف الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للآثار، عن مجموعة من الحقائق التاريخية المهمة المرتبطة بالمتحف المصري الكبير، موضحًا أن المشروع سيحدث طفرة غير مسبوقة في مجال السياحة الثقافية بمصر.

وأكد وزيري أن افتتاح المتحف سيضع مصر في صدارة المشهد العالمي من جديد باعتبارها أرض الحضارات ومهد التاريخ الإنساني.

المتحف المصري الكبير: حلم يتحقق بعد عقود من الانتظار


قال الدكتور وزيري، خلال لقائه مع الإعلامية آية شعيب في برنامج أنا وهو وهي المذاع عبر قناة "صدى البلد"، إن المتحف المصري الكبير لا يُعتبر مجرد مبنى أثري ضخم، بل هو مؤسسة حضارية متكاملة ستعيد تقديم التاريخ المصري للعالم بصورته الكاملة.

وأشار إلى أن ما يميز هذا المتحف هو أنه سيعرض لأول مرة المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون، والتي تضم 5398 قطعة أثرية فريدة. هذه المجموعة كانت موزعة سابقًا بين عدة متاحف داخل مصر وخارجها، لكن جمعها في مكان واحد سيمنح الزائر فرصة فريدة لمشاهدة تفاصيل الحياة الملكية في مصر القديمة.

وأكد وزيري أن هذا الحدث بحد ذاته يُعد تاريخيًا، إذ لم يسبق أن عُرضت هذه الكنوز الأثرية دفعة واحدة أمام الجمهور. وهو ما يجعل افتتاح المتحف المصري الكبير بمثابة ولادة جديدة لتاريخ الآثار المصرية، وفرصة ذهبية لتسليط الضوء على حضارة استثنائية أبهرت العالم منذ آلاف السنين.

مقبرة الملك توت عنخ آمون: أسرار لم تُمس عبر القرون


استعاد وزيري في حديثه اللحظة التاريخية التي اكتُشفت فيها مقبرة الملك توت عنخ آمون في وادي الملوك عام 1922 على يد العالم هوارد كارتر. وقال إن هذه المقبرة تُعد استثناءً تاريخيًا فريدًا، إذ إنها المقبرة الوحيدة بين مقابر الفراعنة التي لم تتعرض للسرقة أو التدمير عبر القرون.

وأشار إلى أن القيمة الحقيقية لهذه المقبرة تكمن في سلامتها الكاملة وما تحويه من مقتنيات نادرة، جعلت منها أحد أهم الاكتشافات الأثرية في العالم. وتُظهر القطع الأثرية التي وُجدت بالمقبرة تفاصيل دقيقة عن حياة الملك، وطقوسه الدينية، وأسلوب معيشته، وحتى الأدوات التي استُخدمت في حياته اليومية.

وأكد وزيري أن هذه الخصوصية الاستثنائية تضاعف من قيمة عرض المجموعة الكاملة داخل المتحف المصري الكبير، الذي سيمنح الزائر إحساسًا حقيقيًا بالعودة إلى أكثر من 3300 عام إلى الوراء.

تم نسخ الرابط