وزير الخارجية: احترام سيادة الدول أصبح على المحك ومحل تهديد شديد

أوضح الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية، أن احترام سيادة الدول كان في السابق من الثوابت المسلّم بها في العلوم السياسية، لكنه أصبح اليوم على المحك ومهددًا بشكل شديد، في ظل الانتهاكات اليومية والسافرة لسيادة الدول، مشيرًا إلى أن هذه القضية تُعدّ العنصر الثاني في إطار الاتزان الاستراتيجي.
تطور مفهوم التدخل في الشؤون الداخلية للدول
وأشار عبدالعاطي خلال كلمته في صالون ماسبيرو الثقافي، المذاع عبر شاشة إكسترا نيوز، إلى تطور مفهوم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، موضحًا أن التدخل كان سابقًا يُبرر لأهداف محددة وقانونية، ثم تطور ليشمل التدخلات الإنسانية، وصولًا إلى حماية الأقليات، لكنه الآن تحول إلى تدخلات اعتباطية من دول تستند إلى غطرسة القوة وأجندات خاصة.
ونوه الوزير بأن هذه التدخلات تعكس غيابًا للقانون الدولي، مؤكّدًا أن هناك اليوم ما وصفه بـ«شريعة الغاب» في العلاقات الدولية، حيث تُستخدم معايير مزدوجة تختلف من دولة إلى أخرى حسب المصالح.
وزير الخارجية: نسعى للحفاظ على الدولة ومؤسساتها الوطنية في ليبيا والسودان
وأكد وزير الخارجية أن الدولة المصرية دولة مستقرة، ولن تتزعزع بفضل جهود قيادتها وشعبها، لكنه نوّه بأن ما يهم مصر هو الحفاظ على الدول الوطنية ومؤسساتها في المنطقة العربية والإفريقية المضطربة.
وأوضح «عبدالعاطي» أن هناك دولًا في الإقليم تواجه تحديات خطيرة تهدد دولتها الوطنية ومؤسساتها، مشيرًا إلى أن غياب الدولة الوطنية يؤدي إلى فراغ تمتلئه الفوضى والمنظمات الظلامية والتدخلات الخارجية.
وأشار إلى أن مصر تولي أهمية قصوى لدعم الدولة الوطنية ومؤسساتها في عدة دول مجاورة مثل ليبيا، السودان، اليمن، سوريا، لبنان، الصومال، منطقة القرن الإفريقي ومنطقة الساحل، مؤكّدًا أن هذا الدعم جزء من مسؤولية مصر في الحفاظ على الأمن والاستقرار الإقليمي.
أكد الدكتور بدر عبدالعاطي أن مصر تواجه تهديدات جسيمة من عدة اتجاهات، مشيرًا إلى تعقيدات الأزمة الليبية التي تشكل تحديًا كبيرًا بسبب الانقسام الداخلي والتدخلات الأجنبية، منوها بأن وجود هذه العناصر والميليشيات المسلحة يهدد الاستقرار في ليبيا التي تشترك مع مصر في حدود طولها 1200 كيلومتر.
التحديات تمتد أيضًا إلى منطقة الساحل الإفريقي
وأوضح «عبدالعاطي» أن التحديات تمتد أيضًا إلى منطقة الساحل الإفريقي، حيث أشار إلى انتشار الإرهاب والجريمة المنظمة وعمليات الاتجار بالبشر، مؤكدًا أن هذه الأوضاع تمثل تهديدًا مباشرًا للاتجاه الغربي لمصر.
وشدد الوزير على أن الاتجاه الجنوبي لا يقل خطورة، مشيرًا إلى مأساة السودان الشقيقة من قتل وتجويع، ونوه إلى أن التدخلات والميليشيات المسلحة تهدد مصير الدولة السودانية، وهو ما يمثل تحديًا إضافيًا لمصر.