عمرو أديب: المصريون في الخارج نموذج للعظمة والالتزام

خصّ الإعلامي عمرو أديب حديثًا مطولًا عن المصريين العاملين والمقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية، مشيدًا بما يقدموه من نموذج مشرف في مختلف القطاعات.
وضرب خلال حلقة جديدة من برنامجه الشهير «الحكاية» الذي يقدمه على شاشة «mbc مصر»، مساء الجمعة، المثل تحديدًا بالمصريين في ولايتي لاس فيجاس ونيويورك، حيث أكد أنهم يقدمون أداءً مبهرًا في أعمالهم، وأنهم استطاعوا أن يثبتوا قدرتهم على التميز في أصعب البيئات وأكثرها تنافسية.
وأضاف أديب: «المصري برا عامل عظمة، وبيشتغل شغل من نار، لا يعرف أعذار ولا حجج، ولا يقف عند مناسبات زي إجازة العيد أو مولد النبي، لكن بيكمل شغله بحب وإصرار».
العمل في الخارج.. انضباط وتفانٍ
أوضح الإعلامي أن التجربة المصرية في الخارج تكشف جانبًا مختلفًا من شخصية المواطن، مشيرًا إلى أن المصري حين يجد بيئة عمل منظمة وقواعد صارمة، يلتزم بها بشكل كامل بل ويبدع فيها.
وأشار إلى أن هذا السلوك ليس مجرد التزام وظيفي، بل يعكس ثقافة مجتمعية جديدة يتبناها المصريون في الغربة، حيث يصبح التفاني في العمل وسيلة للاندماج وإثبات الذات.
وأكد أديب أن المصريين العاملين في قطاعات السياحة والخدمات في لاس فيجاس، وكذلك في الشركات الكبرى بنيويورك، يقدمون صورة راقية عن بلدهم، ويثبتون أن مصر مليئة بالكفاءات القادرة على المنافسة عالميًا.
الفارق بين الداخل والخارج
وتطرق أديب إلى الفارق الواضح بين سلوكيات المصري في الداخل والخارج، لافتًا إلى أن التحدي الحقيقي يكمن في البيئة التي تحتضن الفرد.
وقال إن المصري في الداخل قد يتأثر أحيانًا بالبيروقراطية أو بالضغوط الاقتصادية والاجتماعية، لكن حين يسافر إلى الخارج يجد نفسه مضطرًا للالتزام والانضباط حتى يحافظ على عمله ومكانته.
وأضاف أن هذا لا يعني غياب الكفاءات في الداخل، بل العكس، فهناك ملايين المصريين المبدعين داخل بلدهم، لكن الفارق هو وجود نظام صارم في الخارج يضمن المساواة ويعاقب المقصر مهما كان وضعه.
المصريون في نيويورك نموذج للنجاح
أشاد أديب بمظاهر نجاح الجالية المصرية في نيويورك، حيث أشار إلى أنهم موجودون بقوة في قطاعات متعددة تبدأ من المطاعم والمتاجر الصغيرة وحتى كبرى الشركات والمؤسسات.
ولفت إلى أن كثيرًا من المصريين هناك لم يكتفوا بالعمل الوظيفي، بل اتجهوا للاستثمار وافتتاح مشروعاتهم الخاصة، مما يجعلهم ليس فقط عمالة مجتهدة، بل أيضًا أصحاب أعمال مؤثرين في المجتمع المحلي.
وأكد أن قصص النجاح المتعددة للجالية المصرية يجب أن تكون مصدر إلهام للشباب داخل مصر، موضحًا أن النجاح ليس مستحيلًا، لكنه يحتاج إلى صبر وانضباط وثقافة عمل جادة.
دروس يمكن الاستفادة منها
ودعا الإعلامي الحكومة والمجتمع المصري إلى الاستفادة من تجربة المصريين في الخارج، مشيرًا إلى أن ما يحققونه هناك ليس بسبب اختلاف الإنسان نفسه، بل بسبب اختلاف المنظومة التي يعمل بداخلها.
وقال: «المصري برا هو نفس المصري هنا، لكن في هناك نظام بيحكم الكل مفيش حاجة اسمها معذرة عشان مناسبة دينية أو إجازة مطولة، الكل بيشتغل وبيحافظ على رزقه».
وأشار إلى أن هذه الروح يجب أن تنتقل للداخل، من خلال تعزيز ثقافة الالتزام والإنتاجية، وبناء بيئة عمل جاذبة تحفز الشباب على العطاء.
المصري لا يعرف المستحيل
أكد أديب أن المصري لديه قدرة فطرية على التكيف مع أصعب الظروف، وأنه حين يجد فرصة حقيقية للعمل لا يتردد في استغلالها، مضيفًا أن ملايين المصريين في الخارج يمثلون سفراء غير رسميين لمصر.
وأشار إلى أن الجاليات المصرية في الخارج دائمًا ما تشارك في المناسبات الوطنية وتدعم بلدها اقتصاديًا من خلال تحويلات مالية مستمرة، وهو ما يعكس انتماءً لا ينقطع.
كما شدد على أن ما يقدمه المصريون في الخارج هو دليل على أن مستقبل مصر يمكن أن يكون أفضل إذا ما تم استثمار طاقات الشباب بالداخل بنفس الطريقة.
رسالة فخر للمصريين
وفي ختام حديثه، وجّه أديب رسالة تقدير وفخر للمصريين في الخارج، مؤكدًا أنهم يرفعون اسم بلدهم عاليًا بجدهم واجتهادهم.
وقال إن قصص نجاحهم في نيويورك ولاس فيجاس ليست سوى نماذج صغيرة، وأن هناك آلاف القصص الأخرى التي تستحق أن تُروى، وأن مصر لا تنقصها الكفاءات وإنما تحتاج إلى بيئة عمل تدعم هؤلاء الشباب وتمنحهم الفرصة.
وأضاف: «المصريين برة مش بس بيشرفونا، لكن كمان بيدونا درس في الالتزام والعمل الجاد، وده اللي محتاجينه علشان بلدنا تنهض».