عمرو أديب يوجّه رسالة لقادة العرب: الشعوب تريد قرارات قوية وليس خطابات

في أجواء سياسية مشحونة بالترقب والانتظار، ومع اقتراب انعقاد القمة العربية المرتقبة في العاصمة القطرية الدوحة، وجّه الإعلامي عمرو أديب رسالة مباشرة إلى القادة والزعماء العرب، دعاهم فيها إلى اغتنام اللحظة التاريخية التي يمر بها العالم العربي، والتوافق على قرارات حاسمة تتناسب مع حجم التحديات والضغوط الإقليمية والدولية.
العالم العربي يترقب
أكد أديب في برنامجه “ الحكاية ”، عبر فضائية" إم بي سي مصر"، أن المواطن العربي من المحيط إلى الخليج ينظر إلى القمة المقبلة بعيون مليئة بالترقب والقلق على المستقبل، مشيراً إلى أن الأوضاع الراهنة في المنطقة لم تعد تحتمل المزيد من الانتظار أو الخطابات التقليدية. وأوضح أن التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية، إلى جانب الأزمات الإنسانية التي تتفاقم في أكثر من دولة عربية، تجعل من القمة حدثاً مفصلياً لا بد أن يترك بصمة واضحة في التاريخ الحديث للمنطقة.
دعوة إلى تجاوز الخلافات
شدّد الإعلامي على أن العرب في حاجة ماسّة إلى تجاوز خلافاتهم البينية وتقديم المصلحة القومية على أي اعتبارات ضيقة، لافتاً إلى أن المرحلة الحالية تتطلب إرادة سياسية موحّدة قادرة على بلورة موقف عربي صلب أمام الأزمات المتلاحقة، سواء في فلسطين أو السودان أو اليمن أو غيرها من الملفات الساخنة.
الحاجة إلى موقف عربي موحّد
وأضاف أن القوى الكبرى في العالم تترقب نتائج هذه القمة بنفس القدر الذي يترقبها به المواطن العربي، لأن القرارات التي ستصدر عنها ستحدد ملامح المرحلة المقبلة، ليس فقط للعالم العربي بل لعلاقاته مع القوى الدولية. واعتبر أن الموقف العربي الموحّد لم يعد رفاهية، بل ضرورة وجودية في ظل ما يشهده العالم من تحولات استراتيجية وصراعات متصاعدة.
ملف فلسطين في الصدارة
أشار عمرو أديب إلى أن القضية الفلسطينية يجب أن تتصدر أولويات القمة، خاصة بعد الأحداث الأخيرة في الأراضي المحتلة والتصعيد الإسرائيلي المستمر، مؤكداً أن الموقف العربي الموحّد والداعم للفلسطينيين سيكون بمثابة رسالة قوية للمجتمع الدولي بأن العرب ما زالوا قادرين على الدفاع عن قضيتهم المركزية وأضاف: "إذا لم تخرج القمة بقرارات عملية تجاه فلسطين، فإن الشارع العربي سيشعر بخيبة أمل مضاعفة".
أزمات اقتصادية تضغط على الشعوب
وأوضح أن معظم الدول العربية تواجه تحديات مالية خانقة، من ارتفاع أسعار الغذاء والطاقة إلى مشكلات البطالة وتراجع معدلات النمو. وطالب القمة بأن تكون لها رؤية اقتصادية مشتركة، وأن تُترجم هذه الرؤية إلى قرارات قابلة للتنفيذ، مشدداً على أن القوة الاقتصادية العربية إذا توحّدت يمكن أن تصبح حصناً ضد أي ضغوط خارجية.
رسالة إلى القادة: الشعوب تنتظر الفعل لا الكلام
وجّه أديب رسالة مباشرة للقادة والزعماء قائلاً: "شعوبكم تنتظر منكم الفعل لا الكلام. الوقت لم يعد يسمح بخطابات بروتوكولية أو بيانات شكلية، بل بقرارات جريئة تترجم إلى واقع ملموس"، مؤكداً أن ثقة المواطن العربي في مؤسساته الرسمية ستتعزز فقط إذا لمس نتائج عملية للقرارات.
القمة فرصة تاريخية
اختتم أديب حديثه بالتأكيد على أن القمة العربية في الدوحة فرصة تاريخية لإعادة ترتيب البيت العربي، ولإثبات أن العرب قادرون على صياغة مستقبلهم بأنفسهم بعيداً عن التدخلات الخارجية. وأضاف أن أي تقاعس أو ضعف في هذه اللحظة سيُسجل في صفحات التاريخ، وسيزيد من فجوة الثقة بين الشعوب وقادتها.