أولياء الأمور يطالبون بتوعية الطلاب ضد التحرش في المدارس: لا نريد واقعًا يشبه لام شمسية

أعرب عدد من أولياء الأمور عن قلقهم المتزايد إزاء قضايا التحرش التي يتعرض لها الأطفال، مطالبين بضرورة إدراج دروس توعية متخصصة في المناهج الدراسية، لتعريف الطلاب بحقوقهم وكيفية حماية أنفسهم من أي اعتداء جسدي أو لفظي.
تأتي هذه المطالبات بعد الضجة التي أحدثها مسلسل لام شمسية، الذي تناول قضية التحرش بالأطفال داخل المدارس، مسلطًا الضوء على الصمت الذي يحيط بهذه الجرائم والخوف الذي يمنع الضحايا من التحدث.
قالت رانيا مصطفى في أحد جروبات أولياء الأمور: “المسلسل كان صادمًا، لأنه كشف واقعًا نخشى أن يعيشه أطفالنا.. التحرش بالأطفال ليس مجرد مشهد درامي، بل هو واقع مرير يحدث في أماكن من المفترض أن تكون آمنة، مثل المدارس والنوادي وحتى داخل نطاق الأسرة”.
وتضيف: “يجب أن يتعلم الأطفال كيفية التفرقة بين اللمسات المقبولة وغير المقبولة، وكيفية التصرف إذا تعرضوا لموقف غير مريح”.
وطالب عدد من الأهالي بأن تكون هناك حملات توعية داخل المدارس، تشمل محاضرات تفاعلية وورش عمل، يشارك فيها خبراء نفسيون ومتخصصون في حماية الطفل.
يقول محمد عبد الله، أحد أولياء الأمور: “نحن بحاجة لمنهج دراسي يشرح بلغة بسيطة للطلاب حقوقهم، ويعلمهم كيف يعبرون عن رفضهم لأي انتهاك و كما يجب تدريب المعلمين على كيفية التعامل مع الحالات التي قد تظهر في المدارس، لأن الكثير من الأطفال لا يعرفون كيف يعبرون عن تعرضهم للتحرش”.
وأشار الأهالي إلى أن مسلسل لام شمسية كشف فجوة كبيرة في وعي المجتمع تجاه هذه القضية، حيث أظهر كيف يمكن أن يكون المعتدي شخصًا موثوقًا به، وكيف أن الطفل قد يصمت خوفًا أو عدم إدراك لحجم الجريمة. تقول سمر أحمد، وهي أم لطفلين: “المسلسل جعلنا نفكر في مدى أمان أطفالنا إذا لم نبدأ في التوعية من الآن، فقد نجد أنفسنا نعيش واقعًا يشبه الدراما التي شاهدناها”.
وطالب أولياء الأمور وزارة التربية والتعليم بسرعة التحرك لوضع خطط واضحة للتوعية داخل المدارس، مشددين على ضرورة إشراك الأهل في هذه الجهود، حتى يكونوا جزءًا من الحل وليسوا مجرد متفرجين.
ودعوا وسائل الإعلام إلى الاستمرار في تسليط الضوء على هذه القضايا، لأن الدراما يمكن أن تكون وسيلة فعالة لكسر حاجز الصمت وإحداث تغيير حقيقي في المجتمع.
أكد الأهالي أن مسؤولية حماية الأطفال من التحرش تقع على عاتق الجميع، وأن التعليم والتوعية هما السلاح الأول لمواجهة هذه الظاهرة، حتى لا يجد الأطفال أنفسهم في مواقف لا يعرفون كيف يتعاملون معها، في ظل مجتمع ما زال يتجنب الحديث عن هذه القضايا بوضوح.