حكم أكل الناذر من نذره وماهي كفارته والحالات المسموح بها

أجابت دار الإفتاء المصرية عن مسألة حكم أكل الناذر من نذره أو ادخاره منه، مشيرة إلى أن النذر عبادة تعبر عن إخلاص العبد وتقربه إلى الله، لكنها تحتاج إلى فهم دقيق لأحكامها.
حكم أكل الناذر من نذره
أكدت دار الإفتاء أن الأصل في النذر أن يكون مخصصًا للفقراء والمحتاجين، حيث يُفهم من قول الناذر "لله عليّ" أنه يخصص نذره لله ولمن يستحق من عباده، مشيرة إلى أنه لا يجوز للناذر أن يأكل من نذره أو يدخر منه شيئًا لنفسه، كما لا يجوز دعوة أقاربه أو إخوته لتناول النذر إلا إذا كانوا من الفقراء أو المحتاجين الذين ينطبق عليهم شرط النذر، وأوضحت أنه يستثنى من ذلك الحالات التي يصرح فيها الناذر عند النذر بأن النذر يشمل نفسه أو أقاربه، أو أن يكون قد اشترط ذلك بشكل صريح.
الحالات التي يجوز فيها للناذر إطعام أقاربه
بيت دار الإفتاء في إجابتها عن مسألة جواز أكل الناذر من نذره أو ادخاره، أنه يمكن للناذر أن يُطعم أقاربه من نذره في حال كانوا "من الفقراء أو المساكين، أو من المحتاجين الذين يدخلون ضمن الفئات المستحقة للنذر.
وقالت إن لم يذكر الناذر صراحة في نذره أن له ولأقاربه نصيبًا منه، فينبغي الالتزام بتوجيه النذر للفقراء والمحتاجين، امتثالًا لقول الله تعالى: ﴿وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ﴾ [الحج: 29].
ما هو النذر وأنواعه؟
أوضحت دار الإفتاء أن النذر في الشرع هو التزام المكلف بفعل أو عبادة لم تكن واجبة عليه من قبل، وقالت إن النذر ينقسم إلى "نذر منجز، حيث يلتزم الناذر بأداء عبادة أو طاعة بشكل مباشر دون تعليق، ونذر معلق، ويتم ربطه بشرط معين، مثل: "إن شفى الله مريضي فلي لله عليّ نذر كذا".
ماهو الوفاء بنذر الطاعة؟
استدل العلماء على أن الوفاء بنذر الطاعة واجب إذا كان في أمر مشروع ومستطاع، بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:"من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه" [رواه البخاري].
كما أن النذر الذي يتضمن معصية أو أمرًا غير ممكن التنفيذ لا يجوز الوفاء به، مثل النذر الذي ينطوي على مخالفة شرعية أو فعل مستحيل.
ما حكم كفارة النذر عند عدم الوفاء به؟
بينت دار الإفتاء أنه إذا عجز الناذر عن الوفاء بنذره بسبب مشقة أو عدم استطاعة، فإن عليه كفارة يمين، كما ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم:"من نذر نذرًا ولم يُسمه فكفارته كفارة يمين، ومن نذر نذرًا ولم يُطقه فكفارته كفارة يمين" [رواه أبو داود وابن ماجه].
الدليل على مشروعية النذر
أكدت دار الإفتاء مشروعية النذر بأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية وإجماع العلماء، حيث استدلت بقوله الله تعالى: ﴿يُوفُونَ بِالنَّذْرِ﴾ [الإنسان: 7].
وبحديث النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من نذر وسمى فعليه الوفاء بما سمى" [رواه الإمام الزيلعي].
كما أكدت اجماع العلماء على وجوب الوفاء بالنذر إذا كان في قربة وطاعة.