باحث بمرصد الأزهر: الخطاب القرآني يجمع بين العقل والعاطفة

أكد خالد الشاذلي، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الخطاب القرآني يقوم على الجمع بين العاطفة والعقل، إذ يذكّر بالموت والجنة والنار لتحريك القلوب، وفي الوقت نفسه يقيم الحجة ويدعو إلى النظر والتفكر.

منهج النبي ﷺ في تقويم السلوك..قافلة دعوية لواعظات الأوقاف بالدقهلية

المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ينظم معرضًا للكتب بمسجد سيدي عبدالرحيم القنائي

 الخطاب المتطرف يفرغ الدين من معناه الرحماني
 

وأضاف خلال حلقة برنامج "فكر"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن الخطاب المتطرف يفرغ الدين من معناه الرحماني ويستغل مشاعر الخوف أو الغضب لتحويلها إلى طاقة مدمرة، فيغذي جانب العاطفة فقط ويعطل جانب الفكر، خصوصًا الفكر الناقد، ما يجعل الأتباع أسرى للتوجيه الأعمى.

وأوضح الشاذلي أن الشباب في بعض مراحلهم العمرية يكونون أكثر عرضة للانفعال العاطفي، ما يسهل استثارتهم بالشعارات المؤثرة والصور المأساوية.

وأشار إلى أن التنظيمات المتطرفة تدرك ذلك فتستخدم لغة المظلومية لتوليد الغضب وتسليط الضوء على لغة البطولة لتوليد الحماس، ثم تغلق الباب أمام أي تساؤل عقلي، فيتحول الشباب إلى أداة اندفاعية يظنون أنهم يدافعون عن الدين، بينما هم ضحايا تلاعب نفسي.

وتابع أن القرآن الكريم اعتبر العقل نعمة كبرى ووسيلة للهداية، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا"، مؤكدًا أن الإسلام يحمل الإنسان مسؤولية استخدام عقله وحواسه وعدم الانسياق وراء مجرد انفعال أو عاطفة عابرة.

وأكد الباحث أن الخطاب الديني المعتدل يجمع بين العقل والقلب، وبين الحماس والحكمة، ويستحضر قوله تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، موضحًا أن الانحراف والتطرف يقعان عندما تتحول العاطفة إلى سلوك غير منضبط.

لا إيمان بلا عقل ولا دين بلا رحمة

وأشار الشاذلي إلى أن الإسلام دين توازن لا جمود فيه بلا مشاعر ولا اندفاع بلا وعي، مبينًا أن القرآن والسنة يضعان قاعدة واضحة: لا إيمان بلا عقل، ولا دين بلا رحمة، ولا دعوة بلا تثبت، وأن الخطاب العاطفي المتطرف الذي يغيب العقول ويستغلها لإشعال العنف باطل شرعًا ومخالف لمنهج الإسلام.

وأكد على أن مواجهة هذا الخطر لا تكون بخطاب جاف أو عقلاني بارد، بل بخطاب متوازن يحيي المشاعر النبيلة ويهذبها ويربطها بعقل ناقد وبصيرة مستنيرة.

https://youtu.be/LBv-uDzP5M4?si=lbkfnXHhN4fPQKGT