إبراهيم الكرداني: «السوشيال ميديا» أنقذتني من الاكتئاب وأعادتني إلى قلوب الناس

كشف الإعلامي الدكتور إبراهيم الكرداني، أحد أبرز الوجوه الإعلامية في مصر، أن دخوله عالم السوشيال ميديا كان بمثابة نقطة تحول فارقة في حياته المهنية والشخصية.
وأوضح أن تلك الخطوة لم تكن مجرد وسيلة للتواصل مع الجمهور، بل كانت بمثابة نافذة جديدة أعادت إليه بريق الحضور وساعدته على التغلب على شعور قاسٍ بالفراغ كان يعيشه خلال السنوات الأخيرة بعد تركه الشاشة التقليدية.
وأكد الكرداني في حواره مع الإعلامي شريف عامر ببرنامج "يحدث في مصر" المذاع عبر قناة "إم بي سي مصر"، أن تفاعله مع الجمهور على منصات التواصل الاجتماعي أنقذه من الدخول في حالة اكتئاب حادة، مشيراً إلى أن الحب والدعم الذي وجده من المتابعين عبر التعليقات والرسائل اليومية كان له أثر نفسي ومعنوي عميق.
وأضاف الإعلامي المخضرم أنه لم يكن يتوقع هذا الكم الكبير من التقدير من الجمهور، لدرجة جعلته يشعر وكأنه عاد إلى الواجهة مرة أخرى، لكن هذه المرة من خلال مساحة أكثر حرية وأقرب إلى قلوب الناس.
السوشيال ميديا أسرع وأقوى من التليفزيون
وأشار الدكتور إبراهيم الكرداني إلى أن منصات السوشيال ميديا باتت تصل إلى المشاهدين بشكل أسرع وأكثر تأثيراً من التليفزيون، موضحاً أن طبيعة العصر تغيّرت، وأن المحتوى الرقمي أصبح قادراً على الانتشار في لحظات معدودة، بينما تظل الشاشة التقليدية مقيدة بعوامل الإنتاج والوقت والبث.
وأكد أن تجربته مع التلفزيون كانت مليئة بالإنجازات والذكريات في فترة ازدهاره، لكنه يرى أن الإعلام الرقمي يملك الآن القدرة على الوصول بشكل مباشر وسريع إلى عقول وقلوب الجمهور. وأوضح قائلاً: "ما أنشره عبر السوشيال ميديا يتردد صداه على الفور، ويتفاعل معه الناس بطريقة لم أكن أتصورها".
وأضاف أن الفرق الجوهري بين الوسيلتين يتمثل في أن التليفزيون يخضع لقواعد الإنتاج وظروف البرامج، بينما تمنح منصات التواصل الاجتماعي مساحة واسعة للإبداع والانطلاق دون قيود، وهو ما جعله يجد فيها متنفساً كبيراً للتعبير عن نفسه وخبراته.
حرية الإبداع وتواصل مباشر مع الجمهور
وتحدث الكرداني عن الفارق الذي شعر به بعد انتقاله من الاستوديوهات المغلقة إلى فضاء الإنترنت المفتوح، موضحاً أن السوشيال ميديا سمحت له بمشاركة تجاربه المهنية والإنسانية مع الجمهور بشكل أكثر تلقائية. وأكد أن هذه الحرية جعلته أكثر قرباً من الناس، وأنه أصبح يخطط يومياً لمحتوى جديد يتناسب مع توقعات المتابعين.
وأشار إلى أن التفاعل المباشر مع الجمهور من خلال التعليقات والإعجابات والمشاركات يمنحه حافزاً دائماً للاستمرار، مؤكداً أن هذه الروح التفاعلية لم يكن يشعر بها بنفس الدرجة أثناء عمله في الإعلام التقليدي. وأضاف قائلاً: "السوشيال ميديا لم تعد مجرد تسلية، بل أصبحت شغفاً وعملاً أساسياً يملأ وقتي وحياتي كلها".
كما لفت إلى أن التجربة الرقمية لم تقتصر على التواصل فحسب، بل ساعدته على اكتشاف جوانب جديدة من شخصيته وإبداعاته، إذ أصبح قادراً على تقديم محتوى متنوع يجمع بين الخبرة الإعلامية الطويلة وروح العصر.
التوازن بين الماضي الإعلامي والمستقبل الرقمي
ورغم حنينه إلى أجواء الشاشة التقليدية، إلا أن إبراهيم الكرداني يرى أن المستقبل أصبح رهيناً بالمنصات الرقمية. وأوضح أنه لا ينكر فضل التليفزيون في تكوين شخصيته الإعلامية وإكسابه الخبرة، لكنه في الوقت نفسه يعتقد أن المرحلة المقبلة تتطلب مواكبة التطورات والانخراط في عالم السوشيال ميديا بشكل أعمق.
وأضاف أن الإعلامي الناجح هو من يستطيع المزج بين الماضي والحاضر، وأن يستفيد من خبرته الطويلة ليقدم محتوى عصرياً يناسب الأجيال الجديدة. وأكد أن الجمهور الآن يبحث عن الصدق والبساطة والشفافية أكثر من أي وقت مضى، وهو ما توفره المنصات الرقمية بفضل طبيعتها المباشرة.
كما شدد الكرداني على أن الإعلام لم يعد حكراً على القنوات أو المؤسسات الكبرى، بل أصبح في متناول أي شخص يملك هاتفاً ذكياً وحساً إبداعياً، وهو ما يجعل المنافسة أشد، لكن في الوقت نفسه يفتح الباب أمام المزيد من التنوع والابتكار.
مستقبل الإعلام في عيون إبراهيم الكرداني
في ختام حديثه، أشار الدكتور إبراهيم الكرداني إلى أن الإعلام الرقمي سيظل في توسع متزايد، وأن السوشيال ميديا أصبحت جزءاً لا يتجزأ من حياة الناس اليومية.
وأكد أن الإعلاميين الذين لا يواكبون هذه التحولات مهددون بفقدان دورهم، بينما من يقتنصون الفرصة سيجدون لأنفسهم مكانة راسخة لدى الجمهور.
وأكد أن خطته المستقبلية تقوم على تطوير محتواه الرقمي باستمرار، مع التركيز على الموضوعات التي تمس حياة الناس وتلامس اهتماماتهم، لافتاً إلى أنه يطمح إلى بناء جسر دائم بين خبرته الإعلامية ومطالب المتابعين عبر المنصات المختلفة.
واختتم قائلاً: "تعلمت أن النجاح الحقيقي ليس في عدد المشاهدات فقط، بل في قدرة الرسالة على الوصول إلى القلوب والعقول، وهذا ما وجدته في تجربة السوشيال ميديا التي أعادت لي الحياة من جديد".