عاجل

إبراهيم الكرداني: تركت التليفزيون لكنني لم أفقد رسالتي.. الشهرة وهم زائل

إبراهيم الكرداني
إبراهيم الكرداني

في عالم سريع التغير، تتبدل معه المنصات وتتطور طرق التواصل مع الجمهور، يظل الإعلامي الدكتور إبراهيم الكرداني نموذجاً لواحد من الإعلاميين الذين لم يستسلموا لفتنة الشهرة، ولم يتوقفوا عن العطاء رغم صعوبة الابتعاد عن الشاشة. 

وكشف في حوار صريح مع الإعلامي شريف عامر عبر برنامج يحدث في مصر المذاع على قناة إم بي سي مصر، عن ملامح رحلته بعد ترك التليفزيون، والتحديات التي واجهها مع الانتقال إلى فضاء السوشيال ميديا.

وتحدث الكرداني بواقعية عن تجربة غنية بالمواقف والدروس، مؤكداً أن الشهرة زائلة وأن ما يبقى في النهاية هو أثر الكلمة وحب الناس. وفي وقت يلهث فيه الكثيرون وراء "الترند"، جاء حديثه ليعيد إلى الأذهان معنى الإعلام الحقيقي ودوره في بناء وعي المجتمع.

 

صعوبة ترك الشاشة.. وإيمان راسخ بالله

أوضح الإعلامي المخضرم أنه واجه بالفعل صعوبات كبيرة بعد الابتعاد عن التليفزيون، حيث عاش سنوات من الأضواء، اعتاد خلالها على التواصل المباشر مع المشاهدين عبر الشاشة الرسمية. إلا أن إيمانه العميق بالله ساعده على تخطي هذه المرحلة، محصناً نفسه من الانجراف وراء فتنة الشهرة التي وصفها بأنها سلاح ذو حدين.

وقال الكرداني جملة تحمل الكثير من المعاني: "كل حاجة فترة وهتعدي.. واللي يتجنن بالشهرة بيخسر كثير"، في إشارة واضحة إلى أن الشهرة ليست غاية في حد ذاتها، بل قد تتحول إلى نقمة إذا لم يتعامل معها صاحبها بحكمة وتوازن.

وأضاف أن الانشغال برضا الناس وحده لا يكفي، بل لابد من السعي وراء تقديم قيمة حقيقية للجمهور، سواء كان ذلك عبر شاشة التليفزيون أو منصات التواصل الاجتماعي.

السوشيال ميديا.. فرصة أم تهديد؟

توقف الدكتور إبراهيم الكرداني طويلاً أمام تأثير السوشيال ميديا، مؤكداً أنها أصبحت أكثر خطورة من أي وقت مضى. فقد تتحول هفوة صغيرة أو كلمة غير محسوبة إلى موجة عارمة من الهجوم قد تترك أثراً سلبياً كبيراً. ومع ذلك، يرى الكرداني أن الحل لا يكمن في الخوف أو الصمت، وإنما في تقديم محتوى هادف ونافع يترك بصمة لدى الجمهور.

وأشار إلى أن الأهم في زمن "الفيديوهات السريعة" و"المحتوى الترفيهي الخفيف" هو أن يظل الإعلامي ملتزماً بمسؤوليته، فلا يجعل هدفه مجرد حصد الإعجابات والمتابعات، بل أن يسهم في رفع وعي المتابعين. فالمحتوى الحقيقي – كما يراه – هو الذي يبني الإنسان، لا الذي يسرق وقته.

جمهور الشباب مفاجأة إيجابية

من النقاط التي كشف عنها الكرداني في حواره، أنه فوجئ بوجود تفاعل واسع من فئة الشباب مع صفحاته على منصات التواصل. هذا التفاعل، بالنسبة له، كان بمثابة "المكافأة المعنوية" التي دفعته للاستمرار في مشاركة خبراته الطويلة.

وقال إن كثيراً من الشباب يطرحون أسئلة ويناقشون ما يقدمه بجدية، الأمر الذي يجعله يشعر بمسؤولية أكبر تجاه هذا الجيل. فالإعلام – بحسب رأيه – لا ينتهي بانتهاء البرامج أو غلق الكاميرا، بل يستمر طالما هناك من يستمع ويتأثر بالكلمة الصادقة.

ماسبيرو.. بيت الإعلام المصري الذي يحتاج إلى دعم

لم يخفِ الدكتور إبراهيم الكرداني حنينه إلى ماسبيرو، الذي اعتبره بيته الأول والأب الروحي للإعلام المصري. وأكد أن ماسبيرو لا يزال يحتاج إلى دعم كبير على مختلف المستويات، مشيراً إلى أن تطوير المحتوى وتبني برامج مبتكرة هما السبيل لإعادة جذب الجمهور إلى الشاشة الرسمية.

ورغم التغيرات التي شهدها الإعلام التقليدي مع صعود المنصات الرقمية، شدد الكرداني على أن التليفزيون لن ينتهي أبداً، لأنه يظل المنصة الأكثر قدرة على الوصول إلى شرائح واسعة من الجمهور. وأضاف أن قوة ماسبيرو تكمن في تاريخه ومصداقيته، لكن ما يحتاجه اليوم هو روح جديدة تتناسب مع تطلعات العصر.

حب الناس أهم من أي مكسب مادي

اختتم الكرداني حديثه بتأكيد أن "حب الناس" يظل هو المكسب الحقيقي الذي يسعى إليه. وأوضح أن أي مكاسب مادية أو شهرة وقتية قد تزول، لكن ما يبقى هو العلاقة الصادقة مع الجمهور. لذلك، يرى أن نجاح الإعلامي يقاس بمدى احترام الناس له وثقتهم في رسالته.

وأشار إلى أن الإعلام ليس مهنة لكسب المال فقط، بل هو رسالة ومسؤولية تتطلب إخلاصاً حقيقياً. فالمحتوى الذي يصل من القلب هو وحده القادر على الوصول إلى قلوب الناس.

 

يقدم الدكتور إبراهيم الكرداني من خلال تجربته نموذجاً للإعلامي الذي لم تغره الشهرة ولم تسقطه فتنة الأضواء، بل ظل وفياً لرسالته، حريصاً على تقديم محتوى يحمل قيمة. وبين التليفزيون والسوشيال ميديا، ظل ثابتاً على قناعته بأن "كل شيء فترة ويمر"، وأن ما يبقى في النهاية هو الصدق وحب الناس.

  

تم نسخ الرابط