فضيحة في البيت الأبيض.. مستشار ترامب للأمن القومي يسرب معلومات سرية عن طريق الخطأ للإعلام

"رُب ضارة نافعة" هذا ما ينطبق على واقعة التسريبات التى شهدتها الساحة الإعلامية الأمريكية أمس وذلك بعد تسريب معلومات استخباراتية وعسكرية عن ضرب الحوثين فى اليمن، مما سبب قلقًا كبيرًا فى البيت الأبيض، وكشفت التقارير أن المتورط فى هذا التسريب هو مستشار الأمن القومي الأمريكي "مايك والتز" الذي أضاف صحفي بالخطأ في إحدى محادثات تطبيق "سيجنال" والذ ي يضم أعضاء من البيت الأبيض.
ووفقًا لمجلة "ذا أتلانتيك" التى كشفت عن التسريب عقد مستشار الأمن القومي مايك والتز منذ أيام محادثة نصية مع كبار المسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم نائب الرئيس "جيه دي فانس"، ووزير الدفاع "بيت هيغسيث"، ووزير الخارجية الأمريكى "ماركو روبيو"، لمناقشة الضربات على الحوثيين في اليمن الذين يهددون الملاحة الدولية في البحر الأحمرويستهدفون السفن الإسرائيلية.
وأقرت إدارة ترامب بأن الرسائل، التى تم ارسالها عبر تطبيق "سيجنال" غير الحكومي للدردشة المشفرة، تبدو أصلية دون تقديم أي تفسير لسبب مناقشة كبار المسؤولين لمعلومات عسكرية خارج الأنظمة الحكومية السرية المعتمدة.
دعوة خاطئة
قال رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك"، “جيفري غولدبرغ” ، - والذى تم دعوته لمجموعات الدردشة الأمريكية بالخطأ - ، في تقرير صدرعنه أمس : " فى 13 مارس تم دعوتى إلى مجموعة دردشة مشفرة على تطبيق "سيغنال" للمراسلة تسمى "مجموعة الحوثيين الصغيرة"، وفي هذه المجموعة، كلف والتز نائبه أليكس وونغ بتشكيل "فريق النمر" لتنسيق التحرك الأميركي ضد الحوثيين.
كما أضاف أن “بيت هيغسيث ” وزير الدفاع الأمريكي نشر قبل ساعات من بدء تلك الهجمات تفاصيل عملياتية عن الخطة "بما في ذلك معلومات عن الأهداف والأسلحة التي ستنشرها الولايات المتحدة وتسلسل الهجوم"، رافضاً الكشف عن تفاصيل ما وصفه بالاستخدام "المتهور بشكل صادم" لتطبيق الدردشة "سيغنال" لتنسيق الضربة.
وبدأت الرسائل بنقاش حول موعد بدء العملية، بينما تابع غولدبرغ المنافشات نُفذت الضربات، وهنأ المسؤولون أنفسهم على العمل الجيد خلال نقاش قصير بعد العملية، قبل أن يتنحى غولدبرغ.
سرية "سيجنال"
وسيجنال تطبيق مراسلة مشفر شائع الاستخدام حول العالم، بما في ذلك بين الصحفيين والمسؤولين كما استخدمه مسؤولو إدارة بايدن بشكل روتيني لمناقشة التخطيط اللوجستي للاجتماعات، وأحيانًا للتواصل مع نظرائهم الأجانب.
لكن استخدام سيجنال لمناقشة التخطيط للعمليات العسكرية، وهو من أكثر الأسرار كتمانًا في الولايات المتحدة، ويرجع ذلك جزئيًا إلى تأثيره المحتمل على حياة العسكريين الأمريكيين، يُشكل خطرا صادما على الأمن القومي، وفقًا لمسؤولين سابقين.
وقال العديد من المسؤولين فى الولايات المتحدة إنهم لا يتذكرون أي حالة استُخدم فيها سيجنال لنقل معلومات سرية أو مناقشة عمليات عسكرية.
ويتمتع كبار المسؤولين في الدردشة الجماعية بإمكانية الوصول إلى أنظمة اتصالات سرية، ولديهم موظفون مهمتهم ضمان أمن اتصالات المعلومات الحساسة.
وتتعزز الثقة في أمان تطبيق سيجنال بكونه مفتوح المصدر، ما يعني أن شيفرته متاحة للخبراء المستقلين لفحصها بحثًا عن نقاط ضعف ولكن كما هو الحال مع أي تطبيق مراسلة ذي أهداف عالية الأهمية، حاول قراصنة مدعومون من دول اختراق محادثات سيجنال، مما يترك الباب مفتوحًا أمام احتمال تعرضه للاختراق.