محمد عبد الخالق: حماية حقوق الملكية الفكرية تحدٍ رئيسي أمام الصُناع

أكد السيناريست محمد عبد الخالق، رئيس مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة، أن قضية حماية حقوق الملكية الفكرية أصبحت من أبرز التحديات التي تواجه صناعة السينما والدراما في مصر، مشيرًا إلى أن غياب منظومة متطورة ومرنة لحماية حقوق المبدعين يخلق فجوة واضحة بين صُنّاع الفن والجهات الرسمية المعنية بتنظيم هذا القطاع.
تصريحات محمد عبد الخالق
وخلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا نيوز، أوضح عبد الخالق أن إجراءات تسجيل الأعمال الإبداعية داخل مصر ما زالت معقدة وتخضع لمسارات بيروقراطية طويلة قد تُثني الكثير من المبدعين عن توثيق أعمالهم بالشكل الصحيح، وهو ما يفتح الباب أمام محاولات التعدي على حقوق الملكية الفكرية وسرقة النصوص والأفكار. وأشار إلى أن بعض الدول العربية مثل الإمارات والسعودية سبقت مصر بخطوات واضحة، حيث وفرت منصات إلكترونية حديثة وسهلة الاستخدام لتسجيل المصنفات الفنية، وهو ما جعل عملية الحماية أكثر سرعة وفاعلية.
وأضاف أن ضعف التنسيق بين جهاز حماية حقوق الملكية الفكرية والرقابة على المصنفات الفنية يزيد من حجم المشكلة، خاصة في ظل الانفتاح الكبير الذي يشهده السوق المصري على التعاون مع منصات وجهات إنتاج أجنبية. وقال إن غياب آليات صارمة وموثوقة للحماية يُعرض كثيرًا من الكتاب والمبدعين لمخاطر فقدان حقوقهم أو استغلال أعمالهم دون إذن أو تعويض عادل.
وشدد عبد الخالق على أهمية أن تقوم الدولة بخطوات عملية لتقليص هذه الفجوة، من خلال إطلاق ورش عمل مشتركة تجمع بين المبدعين من كتاب وسينمائيين، والجهات الحكومية المختصة، إلى جانب المعاهد والجامعات التي تُدرّس علوم الإعلام والسينما. الهدف من ذلك هو صياغة رؤية شاملة لآليات حماية الملكية الفكرية، بما يتوافق مع التطورات التكنولوجية ومتطلبات السوق العالمية.
ولفت إلى أن مصر باعتبارها واحدة من أهم الدول المنتجة للفن والإبداع في المنطقة، لا بد أن تمتلك إطارًا تشريعيًا ومؤسسيًا متطورًا لحماية حقوق المؤلفين والفنانين، خاصة مع التحديات الجديدة التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على الصناعة، حيث أصبح من السهل إعادة إنتاج أو تعديل أو استغلال الأفكار والنصوص بطرق غير مشروعة.
واختتم عبد الخالق تصريحاته بالتأكيد على أن حماية حقوق الملكية الفكرية ليست رفاهية، وإنما ضرورة لضمان استمرار الإبداع وتشجيع الأجيال الجديدة من الكتاب والفنانين، مؤكدًا أن أي نهضة فنية حقيقية تبدأ من حماية حقوق المبدع وصون جهده الفكري والفني.