هيئة البث الإسرائيلية تعلن فشل اغتيال قادة حماس في قطر

كشفت هيئة البث الإسرائيلية، اليوم الخميس، عن فشل العملية العسكرية الجوية التي نفذتها إسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة، الثلاثاء الماضي، والتي كانت تهدف إلى اغتيال عدد من كبار قادة حركة حماس، فيما عُرفت باسم "عملية قمة النار".
وبحسب ما نقلته إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أظهرت التحقيقات الأمنية الأولية أن القادة الستة المستهدفين من حركة حماس نجوْا جميعًا من الغارة، ما أثار حالة من الارتباك والغموض داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، في ظل تضارب الروايات حول نتائج الهجوم ومستوى الدمار الذي خلفه.
فشل اغتيال قادة حماس في قطر
وأشارت التقارير الإسرائيلية أشارت إلى أن المبنى المستهدف لم يتعرض لدمار كامل، إذ بقيت أجزاء واسعة منه سليمة، الأمر الذي أرجعه محققو المؤسسة الأمنية إلى استخدام ذخائر دقيقة وصغيرة نسبيًا، بهدف تقليل الأضرار الجانبية والإصابات بين المدنيين المجاورين للموقع.
إلا أن هذا التفسير قوبل بتشكيك واسع، خاصة بعد تسريبات من داخل المؤسسة الأمنية نفسها، أفادت بأن كمية المتفجرات المستخدمة في العملية بلغت نحو 10 أطنان، وهو ما يتعارض تمامًا مع ادعاء استخدام ذخائر محدودة القوة، ويطرح تساؤلات جدية حول دقة التخطيط الاستخباراتي والتنفيذي للعملية.
وأكد أعضاء من لجنة التحقيق الإسرائيلية أن تقييم النتائج النهائية للعملية لا يزال مستمرًا، مشيرين إلى أن الأمر قد يستغرق عدة أيام إضافية لتحديد مدى إصابة أو نجاة المستهدفين بشكل قاطع، خاصةً في ظل تضارب المعلومات حول وجود قادة حماس داخل المبنى لحظة تنفيذ الغارة.
وتمثل هذه العملية سابقة من نوعها في السياق العسكري الإسرائيلي، حيث أنها نُفذت خارج الأراضي الفلسطينية وأيضًا الإيرانية وتحديدًا في قلب العاصمة القطرية الدوحة، التي تحتضن عدداً من أبرز قيادات حركة حماس.
وأدت النتائج الأولية، التي تشير إلى فشل العملية في تحقيق هدفها الأساسي، إلى موجة انتقادات داخلية في الأوساط السياسية والأمنية في إسرائيل، حيث طالبت أصوات مؤثرة بإجراء مراجعة شاملة لمستوى الجاهزية الاستخباراتية التي سبقت تنفيذ العملية.
ويرى محللون في تل أبيب أن هذا الإخفاق، إذا ما تأكدت نتائجه، قد يُضعف مصداقية المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ويزيد من حدة الضغوط على الحكومة الحالية التي تواجه تحديات متزايدة في تعاملها مع ملف غزة وقيادات المقاومة الفلسطينية في الخارج.