عاجل

جمال الكشكي: مصر في طليعة المدافعين عن فلسطين منذ اللحظة الأولى

الكاتب الصحفي جمال
الكاتب الصحفي جمال الكشكي

أكد الكاتب الصحفي جمال الكشكي، رئيس تحرير الأهرام العربي، أن مصر كانت ولا تزال في طليعة الدول المدافعة عن القضية الفلسطينية منذ اللحظة الأولى، موضحاً أن الموقف المصري تجاه حقوق الشعب الفلسطيني واضح وثابت لا يقبل المساومة أو التراجع. وأشار إلى أن القاهرة حذرت مراراً من مخاطر استمرار الاحتلال الإسرائيلي على مستقبل الدولة الفلسطينية، وكذلك على استقرار المنطقة العربية ككل.

وأوضح الكشكي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج الحياة اليوم المذاع على قناة الحياة ويقدمه الإعلامي محمد مصطفى شردي، أن مصر تنبهت مبكراً لخطورة السياسات الإسرائيلية التي تستهدف تقويض أي أمل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً للأمن الإقليمي والعالمي.

وأضاف أن القاهرة لم تدافع عن فلسطين من منطلق عاطفي فحسب، بل من منطلق استراتيجي يدرك أن استقرار المنطقة لن يتحقق دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، مشدداً على أن استمرار الاحتلال يعني مزيداً من الصراعات التي ستحرق الأخضر واليابس في الشرق الأوسط.

 

مخططات إسرائيلية تتجاوز فلسطين إلى الإقليم كله

وحذر الكشكي من أن الجرائم الإسرائيلية لم تعد مقتصرة على غزة أو الضفة الغربية أو القدس، بل تأتي في إطار مخططات قديمة تتجدد في ثوب جديد. وأكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لفتح جبهات إضافية في سوريا ولبنان واليمن وأجزاء أخرى من الإقليم العربي، وهو ما يعكس طبيعة اليمين الإسرائيلي المتطرف الذي يتحرك وفق جدول أعمال خطير يهدد استقرار المنطقة بالكامل.

وبيّن أن هذه المخططات ليست عشوائية، وإنما تعكس رؤية إسرائيلية منظمة هدفها إضعاف كل الدول المحيطة وإبقاء المنطقة في حالة توتر دائم، بما يضمن استمرار تفوق إسرائيل عسكرياً وسياسياً واقتصادياً. وأضاف أن هذا التوجه يضع الشرق الأوسط على فوهة بركان قد ينفجر في أي لحظة إذا لم تتحرك القوى العربية والإقليمية بشكل عاجل.

كما لفت الكشكي إلى أن نتنياهو يحاول استغلال الانقسام الدولي والانشغال العالمي بأزمات أخرى لفرض واقع جديد على الأرض، مؤكداً أن صمت المجتمع الدولي أمام هذه المخططات يمثل ضوءاً أخضر لمزيد من التصعيد.

 

قصف قطر.. تجاوز خطير وانتهاك للسيادة الخليجية

وأشار الكشكي إلى أن استهداف إسرائيل لقطر يمثل تطوراً نوعياً خطيراً، واصفاً إياه بـ "الموقف الفاصل" كونه أول انتهاك مباشر من نوعه لسيادة دولة عضو في مجلس التعاون الخليجي. وأكد أن هذا العدوان لم يكن مجرد عمل عسكري معزول، بل خطوة محسوبة تهدف إلى إرسال رسالة واضحة بأن إسرائيل لا تتورع عن تجاوز أي خطوط حمراء.

وأضاف أن نتنياهو يحاول عبر هذه الضربة قطع شرايين التفاوض السياسي، خاصة بعد أن استشعر إمكانية حدوث اعتراف أوروبي بدولة فلسطين خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل. وهذا ما يفسر اندفاعه نحو التصعيد الخارجي، سعياً لفرض أمر واقع يمنع أي اختراق دبلوماسي لصالح الفلسطينيين.

وشدد الكشكي على أن استقرار قطر وأمنها القومي يمثلان ركيزة أساسية لاستقرار الخليج والمنطقة العربية بأسرها، وأن أي استهداف لها يفتح الباب على مصراعيه أمام فوضى قد تمتد إلى باقي دول الإقليم.

 

الدعوة لتفعيل الأوراق العربية والضغط على واشنطن

وأكد الكشكي أن مواجهة المخططات الإسرائيلية تتطلب تفعيل جميع الأوراق العربية المتعلقة بالمصالح المشتركة، بما في ذلك الأوراق الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية، للضغط على الولايات المتحدة الداعم الرئيسي لإسرائيل. وقال: "لا بد أن يخرج المارد العربي من القفص، وأن يدرك الجميع أن أمننا القومي لا يقبل التهاون أو المساومة".

كما دعا إلى تعزيز العمل العربي المشترك، واستعادة روح التضامن التي ميزت المواقف العربية في محطات تاريخية سابقة، مشدداً على أن أي تهاون في هذه المرحلة سيفتح الباب أمام إسرائيل لمزيد من التمادي في سياساتها العدوانية.

وتساءل الكشكي بقلق: "ماذا بعد قطر؟"، محذراً من أن سياسات نتنياهو قد لا تتوقف عند حدود معينة، وأن صبر الشعوب العربية بدأ ينفد أمام هذه الانتهاكات المتكررة.

 

مصر حجر الأساس في معادلة الاستقرار الإقليمي

وأوضح الكشكي أن مصر بما تملكه من ثقل سياسي وجغرافي وعسكري ستظل حجر الأساس في معادلة الاستقرار الإقليمي، وأن تحركاتها الدبلوماسية المستمرة تعكس حرصها على منع انزلاق المنطقة نحو فوضى شاملة. وأكد أن الدور المصري يتجاوز مجرد الوساطة، ليشكل مظلة حماية للمنطقة من الانزلاق إلى صدامات إقليمية مفتوحة.

كما أشار إلى أن القاهرة تدرك حجم التحديات التي تواجهها المنطقة في ظل الانقسامات الداخلية والتجاذبات الدولية، ولذلك تتحرك بحكمة وحزم في آن واحد، من أجل حماية الأمن القومي العربي وضمان الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

وختم حديثه بالتأكيد على أن معركة الوعي لا تقل أهمية عن المعركة السياسية أو العسكرية، داعياً الإعلام العربي إلى فضح الانتهاكات الإسرائيلية وكشف مخاطرها أمام الرأي العام العالمي، حتى لا تنجح إسرائيل في تزييف الحقائق أو تبرير جرائمها.

تم نسخ الرابط