عاجل

هل يأثم المسلم إذا مات دون كتابة وصية؟

دار الإفتاء
دار الإفتاء

أجابت دار دار الإفتاء عن سؤال هل يأثم المسلم إذا مات دون كتابة وصية… وما حكم تركها؟ وهل كتابة الوصية واجبة؟ وما هي الضوابط الشرعية التي تضمن تحقيق العدالة بين الورثة والمستفيدين؟

هل يأثم المسلم إذا لم يكتب وصية؟

أكدت دار الإفتاء المصرية أن كتابة وصية ليس واجبا شرعًا، بل هي مستحبة في حال وجود فائض من المال يُمكن أن يوجهه المسلم لفعل الخير، مستندة في ذلك إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده" (متفق عليه)، موضحة أن المسلم لا يأثم إذا مات دون وصية، بشرط ألا يترتب على ذلك ضرر للحقوق الشرعية للورثة.

حكم الوصية في الإسلام

أكدت دار الإفتاء اتفاق جمهور العلماء على أن الوصية مستحبة، لكنها تصبح واجبة في حال تعلقها بحقوق شرعية، مثل سداد الديون أو رد المظالم، قال الله تعالى في بيان ترتيب الحقوق المتعلقة بالتركة: ﴿مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ﴾ [النساء: 11]، وأشار العلماء إلى أن تنفيذ الوصية يأتي بعد سداد الديون، تحقيقاً للعدالة وضمانًا لحقوق الأطراف المعنية.

ضوابط الوصية في الإسلام

أشارت دار الإفتاء إلي ضوابط شرعية أقرها الاسلام لتجنب النزاعات وتحقيق التوازن في الوصية منها "لا يجوز أن تتجاوز الوصية ثلث التركة، وفقًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "الثُّلُثُ، وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ؛ إِنَّكَ أَنْ تَذَرَ وَرَثَتَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَذَرَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ" (متفق عليه). كما تُمنع الوصية التي تخل بحقوق الورثة أو تتركهم في حالة فقر، ويحظر الإيصاء لأحد الورثة دون موافقة صريحة من جميع الأطراف، ويُفضل توجيه الوصية لدعم الجمعيات الخيرية، بناء المساجد، أو مساعدة المحتاجين.

لماذا تُعد الوصية تعبيرًا عن الرقي الإنساني؟

بينت دار الإفتاء أن الوصية ليست مجرد وسيلة لتوزيع المال، بل أداة لضمان استمرار النفع والمساهمة في خدمة المجتمع، مما يجعلها صدقة جارية تزيد من حسنات الموصي بعد وفاته.

كيفية توثيق الوصية 

ـ يجب أن تُكتب الوصية بلغة واضحة وتحدد التفاصيل بدقة.

ـ التوثيق القانوني

ـ إبلاغ الورث، لتجنب أي خلافات مستقبلية.
 

تم نسخ الرابط