ضياء رشوان: حكومة إسرائيل أسيرة هلاوس دينية توراتية

يشهد المشهد السياسي في الشرق الأوسط تصعيداً غير مسبوق، خاصة بعد تصريحات الكاتب الصحفي ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، التي وصف فيها الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها "حكومة هلاوس دينية توراتية"، مؤكداً أن سياساتها تقود المنطقة إلى مزيد من التوتر والصدام.
وأشار ضياء رشوان خلال حواره مع الإعلامية نانسي نور ببرنامج «ستوديو إكسترا»، المذاع عبر قناة «إكسترا نيوز»، إلى أن استهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدولة قطر فتح جبهة جديدة ضده في المنطقة، في وقت يزداد فيه التنسيق المصري-القطري من أجل وقف نزيف الدماء في غزة والدفاع عن القضية الفلسطينية.
حكومة إسرائيل هلاوس دينية تحكم القرار السياسي
أكد ضياء رشوان أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تتحرك وفق حسابات سياسية واقعية، بل تنساق وراء "أوهام دينية توراتية" تستند إلى نصوص وتأويلات حاخامية قديمة.
وأوضح أن قادة إسرائيل يتعاملون مع المنطقة وكأنها ساحة لتحقيق نبوءات دينية مزعومة، ما يضعهم في مواجهة مباشرة مع كل شعوب المنطقة وليس فقط مع الفلسطينيين.
مصر وقطر.. وساطة من أجل الحق الفلسطيني ووقف الدم
وفي سياق حديثه عن التنسيق الإقليمي، شدد رشوان على أن مصر وقطر تتحركان في وساطة "غير محايدة" ولكنها منحازة بشكل واضح للحق الفلسطيني ووقف إراقة الدماء في غزة.
وأضاف أن القاهرة والدوحة تدركان حجم التحديات والضغوط، ورغم تعرض قطر لاستهداف مباشر من جانب إسرائيل، فإنها لن تتخلى عن دورها في دعم القضية الفلسطينية.
وأشار رشوان إلى أن مصر من جانبها لا تنظر إلى الوساطة كخيار، بل كواجب وطني وقومي، معتبرة أن حماية غزة والدفاع عن الحقوق الفلسطينية مسؤولية عربية وإنسانية قبل أن تكون سياسية.
استهداف قطر.. غباء سياسي أم غرور إسرائيلي؟
علق رشوان على الضربة الإسرائيلية الأخيرة التي طالت قادة من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، قائلاً: "هل ما حدث غباء سياسي أو غرور أو هلاوس دينية؟". مؤكداً أن نتنياهو بهذا التصرف أدخل قطر كطرف مباشر في المعركة، وهو ما لم يكن في حساباته.
وأوضح أن هذا الاستهداف يمثل تحولا خطيراً، لأنه يدفع دولة خليجية وازنة إلى مربع المواجهة السياسية والإعلامية والدبلوماسية ضد إسرائيل، وهو ما قد يفتح الباب أمام تحركات إقليمية واسعة النطاق لم تكن في الحسبان.
قطر تتحرك دولياً وخليجياً.. مجلس الأمن ومجلس التعاون في الواجهة
أشار رشوان إلى أن قطر من حقها أن تتوجه إلى مجلس الأمن الدولي لطرح قضية الاعتداء الإسرائيلي على أراضيها، كما من حقها أن تحرك مجلس التعاون الخليجي لحشد موقف موحد ضد إسرائيل. واعتبر أن نتنياهو بهذا الاستهداف غير المسبوق وضع نفسه أمام جبهة إقليمية متماسكة قد تُفشل خططه العسكرية والسياسية في المنطقة.
حماس ليست مضطرة للرد.. نتنياهو خلق الوضع الجديد بيديه
أكد رشوان أن حركة حماس ليست بحاجة إلى القيام برد مباشر على استهداف قادتها في قطر، لأن نتنياهو نفسه خلق وضعاً جديداً ضده في المنطقة. وأضاف أن مجرد إدخال قطر كطرف متضرر من العدوان الإسرائيلي يمثل خسارة استراتيجية فادحة لتل أبيب، التي وجدت نفسها في مواجهة تحركات دبلوماسية ودولية واسعة.
مصر وقطر.. تحالف سياسي وإنساني في الدفاع عن غزة
الوساطة المصرية-القطرية لم تعد مجرد مبادرة سياسية عابرة، بل تحولت إلى تحالف إنساني وسياسي يستند إلى مشروعية الدفاع عن غزة ووقف المجازر بحق المدنيين. هذا التحالف – وفقاً لرشوان – يضع إسرائيل أمام مأزق أخلاقي ودبلوماسي كبير، ويزيد من عزلة حكومة نتنياهو في الإقليم والعالم.
نتنياهو في مواجهة المنطقة.. عزلة متزايدة وأخطاء قاتلة
وخلص رشوان إلى أن نتنياهو لم يعد يواجه فقط الفصائل الفلسطينية، بل أصبح في مواجهة مفتوحة مع دول المنطقة، بعد أن حول قطر من دولة وسيطة إلى طرف خصم له. وأضاف أن هذه الأخطاء المتكررة ناتجة عن "هلاوس دينية وسياسية" يعيشها قادة إسرائيل، ما يهدد بإشعال مزيد من الأزمات والصراعات في المنطقة.