عاجل

جمال شعبان: الصحة العالمية توافق على تقنية جديدة لإنقاذ مرضى الفشل الكلوي

جمال شعبان
جمال شعبان

في خبر طبي أثار تفاؤل الأطباء والمرضى على حد سواء، أعلن الدكتور جمال شعبان، العميد السابق لمعهد القلب القومي، عن تطور علمي جديد اعتمدته منظمة الصحة العالمية، يتمثل في إمكانية زراعة الكلى المعدلة وراثيًا من الخنازير كبديل واعد لعلاج مرضى الفشل الكلوي، وتخفيف معاناتهم مع قوائم الانتظار الطويلة.

ويعد هذا الإنجاز الطبي خطوة كبيرة نحو مستقبل أكثر أملًا لملايين المرضى حول العالم، خاصة في ظل النقص الحاد في المتبرعين بالكلى من البشر، والذي يضع الكثير من المرضى في دائرة الخطر.

 

ما هو الفشل الكلوي ولماذا تمثل زراعة الأعضاء الحل الأمثل؟

يوعتبر الفشل الكلوي يعد من الأمراض المزمنة والخطيرة التي تصيب الملايين، ويؤدي إلى عجز الكلى عن أداء وظائفها الحيوية في تنقية الدم من السموم وتنظيم توازن الأملاح والسوائل وفي معظم الحالات، يلجأ المريض إلى جلسات الغسيل الكلوي بشكل دوري، وهو ما يشكل عبئًا صحيًا ونفسيًا واقتصاديًا كبيرًا.

وعلى الرغم من أن زراعة الكلى تُعد العلاج الأكثر فاعلية لإنقاذ حياة هؤلاء المرضى، إلا أن العقبة الأساسية تكمن في ندرة المتبرعين، إذ يشترط غالبًا أن يكون المتبرع قريبًا من الدرجة الأولى، وهو ما لا يتوافر لكثير من المرضى.

 

ثورة علمية زراعة كلى الخنازير بعد التعديل الوراثي

أكد الدكتور جمال شعبان أن التطورات الأخيرة في مجال الهندسة الوراثية سمحت بإجراء تعديلات جينية على أعضاء الخنازير، بحيث تصبح متوافقة مع جسم الإنسان وتقل احتمالية رفض الجهاز المناعي لها.

وأشار إلى أن هذه التقنية ليست مجرد فكرة نظرية، بل أثبتت نجاحها في التجارب العملية، حيث تم بالفعل إجراء عمليات زراعة كلى خنازير معدلة وراثيًا لبعض المرضى، ونجحت الأعضاء في القيام بوظائفها الحيوية داخل الجسم البشري.

 

منظمة الصحة العالمية تعتمد التقنية الجديدة

بحسب ما ذكره شعبان، فإن منظمة الصحة العالمية وافقت رسميًا على اعتماد زراعة الكلى المعدلة وراثيًا كخطوة علاجية آمنة، وهو ما يفتح الباب أمام استخدامها على نطاق أوسع في المستقبل القريب.

ويرى الخبراء أن هذا القرار سيساهم في إنقاذ حياة مئات الآلاف من مرضى الفشل الكلوي سنويًا، خاصة في الدول التي تعاني من نقص حاد في أعداد المتبرعين.

بين الأمل والحذر.. تحديات ما بعد العملية

رغم التفاؤل الكبير الذي أثاره الإعلان، إلا أن هناك تحديات طبية وعلمية ما زالت قائمة. وأوضح الدكتور جمال شعبان أن هناك حاجة إلى متابعة دقيقة لحالات الزراعة، ودراسة ردود أفعال الجهاز المناعي للجسم تجاه الأعضاء المزروعة.

وأشار إلى تجربة سابقة تتعلق بزراعة قلب خنزير في جسم إنسان، والتي انتهت بوفاة المريض بعد فترة، إلا أن العملية في حد ذاتها اعتُبرت إنجازًا طبيًا غير مسبوق، وأثبتت أن نقل الأعضاء بين الكائنات الحية أصبح ممكنًا.

ماذا تعني هذه التقنية لمرضى الكلى في مصر؟

تمنى شعبان أن ترى هذه التجارب النور في مصر قريبًا، مؤكدًا أن آلاف المرضى في البلاد ينتظرون الأمل في حياة أفضل بعيدًا عن جلسات الغسيل الكلوي المرهقة.

وأشار إلى أن نجاح تطبيق هذه التقنية في مصر سيوفر بديلًا ثوريًا لآلاف الأسر، ويخفف العبء الكبير عن قطاع الرعاية الصحية، الذي يواجه تحديات متزايدة مع ارتفاع نسب الإصابة بالفشل الكلوي.

مستقبل زراعة الأعضاء المعدلة وراثيًا

يرى الأطباء أن نجاح زراعة الكلى من الخنازير المعدلة وراثيًا سيفتح الباب أمام ثورة في عالم زراعة الأعضاء، بحيث يمكن مستقبلاً الاعتماد على هذه التقنية في زراعة القلب، الكبد، وحتى الرئة.

ويؤكد الباحثون أن التطورات المتسارعة في تقنيات الهندسة الوراثية والذكاء الاصطناعي ستجعل من هذه العمليات أكثر أمانًا ودقة في السنوات المقبلة، وهو ما يعني أن مشكلات نقص الأعضاء البشرية قد تصبح من الماضي.

الجانب الأخلاقي والديني

إلى جانب البعد العلمي، يثار جدل واسع حول الجانب الأخلاقي والديني في استخدام أعضاء الخنازير لعلاج البشر. وفي هذا السياق، يشير بعض العلماء إلى أن إنقاذ حياة الإنسان يُعد أولوية قصوى، وهو ما يجعل مثل هذه الإجراءات مقبولة في إطار الضرورة الطبية.

أما من الناحية الفقهية، فإن الرأي الغالب يؤكد جواز استخدام أعضاء الحيوانات إذا كان في ذلك مصلحة لإنقاذ النفس البشرية، مع التأكيد على أهمية مراعاة الضوابط الشرعية.

 

ولفت الي أن التطورات الأخيرة في مجال زراعة الأعضاء تمثل نقلة نوعية في عالم الطب، وتفتح أمام الإنسانية أبوابًا جديدة لعلاج أمراض مستعصية. ورغم التحديات، فإن المستقبل يبدو أكثر إشراقًا لمرضى الكلى، الذين طالما عانوا من الألم والمعاناة.

ويظل الأمل معقودًا على أن تُطبق هذه التقنيات في مصر والعالم العربي قريبًا، لتكون طوق نجاة جديد لآلاف الأسر، ولتكتب فصلًا جديدًا في مسيرة الطب الحديث نحو حياة أفضل للإنسان. 

تم نسخ الرابط