أكرم القصاص: اتصال الرئيس الإيراني يعكس دور مصر الرائد في الوساطة الإقليمية

أكد الكاتب الصحفي أكرم القصاص، رئيس مجلس إدارة صحيفة اليوم السابع، أن الذي تلقاه الرئيس عبد الفتاح السيسي من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، يعكس حضور مصر القوي في المشهد الإقليمي، ويؤكد أن القاهرة أصبحت جسرًا للحوار بين القوى المتباينة في المنطقة.
وأوضح القصاص، خلال مداخلة عبر قناة اكسترا نيوز، أن الاتصال تضمن إشادة واضحة من الجانب الإيراني بجهود الرئيس السيسي، الذي لعب دورًا مهمًا على مدى عدة أشهر من الوساطة الهادئة، حتى تم توقيع الاتفاق النووي السلمي بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخرًا.
مشيرا إلى أن مصر عملت من خلال هذه الوساطة على خفض التوتر النووي في المنطقة، ومنع أي تصعيد محتمل، وذلك ضمن توجه مصري ثابت لتجنب أي سباق تسلح في الشرق الأوسط.
رؤية مصرية لبناء نظام إقليمي متوازن
وأشار رئيس تحرير اليوم السابع إلى أن مصر تتبنى منذ سنوات رؤية استراتيجية لبناء نظام إقليمي متوازن بعيدًا عن الهيمنة الخارجية، وتسعى لتفعيل أطر التعاون بين دول المنطقة على أساس الحوار والتكامل، وليس الصراع أو المحاور، مضيفا أن ما يميز هذه الرؤية هو أنها «لا تكتفي بالمواقف السياسية، بل تمتد إلى أدوار عملية»، مؤكدًا أن تحركات القاهرة ساهمت في تخفيف التوتر بين أطراف إقليمية كبرى مثل إيران ودول أخرى بالمنطقة.
القضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام المشترك
فيما يخص الشأن الفلسطيني، أكد «القصاص» أن الاتصال تناول بشكل واضح ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وإنهاء المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الفلسطينيون، ورفض مصر وإيران لأي محاولات لتهجير السكان أو تصفية القضية الفلسطينية.
وأضاف أن الرئيس السيسي لا يفوّت أي فرصة للتأكيد على الدعم المصري الكامل لغزة، سياسيًا وإنسانيًا، مشيرًا إلى نجاح مصر سابقًا في تنفيذ أول صفقة لتبادل الأسرى والرهائن، رغم تعثر الجولات التالية بسبب تطرف الحكومة الإسرائيلية.
التقارب المصري الإيراني
قال «القصاص» إن الاتصال الهاتفي الأخير يعكس تطورًا ملحوظًا في العلاقات بين القاهرة وطهران، بعد سنوات من الفتور، موضحًا أن مصر باتت تمتلك علاقات متوازنة مع جميع القوى الفاعلة إقليميًا ودوليًا.
وأضاف أن مصر لا تنخرط في سياسة المحاور، بل تسعى إلى الحوار والانفتاح مع جميع الأطراف، وتفتح قنوات للتفاهم في مختلف الملفات، وهو ما يجعلها شريكًا موثوقًا في تسوية النزاعات المعقدة.