كاتب صحفي: اتصال السيسي بأمير الكويت يعكس تحركًا عربيًا منسقًا لرفض التصعيد

قال الكاتب الصحفي جمال رائف، إن الاتصال الهاتفي الذي أجراه الرئيس عبد الفتاح السيسي بأمير دولة الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، يأتي في سياق تحرك مصري عربي دبلوماسي مكثف لمواجهة التطورات الخطيرة في المنطقة، خاصة بعد استهداف اجتماع لقيادات من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.
وأوضح رائف، في مداخلة هاتفية عبر قناة اكسترا نيوز، أن الاتصال يأتي ضمن سلسلة اتصالات عربية يقودها الرئيس السيسي، شملت أمير قطر وملك الأردن وأمير الكويت، بهدف بلورة موقف عربي موحّد ضد محاولات فرض أمر واقع جديد في غزة والمنطقة، في ظل انتهاكات إسرائيلية متصاعدة تهدد الأمن القومي العربي.
موقف مصري ثابت من التهجير القسري
وأشار «رائف» إلى أن القيادة المصرية تُعبّر بوضوح عن رفضها القاطع لأي محاولات تهجير قسري للفلسطينيين أو تصفية القضية الفلسطينية، وتتمسك بثوابتها تجاه حل الدولتين، والضغط من أجل وقف الاستيطان وتغيير الواقع الديموغرافي في الضفة الغربية، مضيفا أن مصر تؤكد خلال هذه الاتصالات دعمها الكامل للسيادة الوطنية للدول العربية ورفض أي اعتداء على أراضيها.
جهود مصرية لصياغة استراتيجية عربية لحماية الأمن القومي
وأكد «رائف» أن القاهرة تقود حاليًا تحركًا عربيًا جماعيًا يسعى إلى بلورة رؤية استراتيجية شاملة لمواجهة التهديدات الإسرائيلية المتزايدة، في ظل «عربدة إقليمية» لم تعد تقتصر على فلسطين، بل طالت لبنان وسوريا وقطر واليمن.
كما لفت إلى أهمية الدور المصري كحائط صد عربي، قادر على حشد التأييد الدولي والعربي، بالتزامن مع الاجتماعات القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة، وجهود الجزائر لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث الانتهاكات الإسرائيلية.
وفي نفس السياق، أدان الزعيمان بشكل قاطع الهجوم الإسرائيلي على قطر، واعتبراه انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأكد الرئيس السيسي وأمير الكويت أن هذا الاعتداء يعد تعديًا غير مقبول على سيادة دولة عربية شقيقة، معربين عن تضامنهما الكامل مع دولة قطر في هذا الظرف الصعب، مؤكدين دعمهم للجهود التي تبذلها قطر للحفاظ على أمنها واستقرارها.
وأشار الزعيمان إلى أهمية التنسيق المستمر في مواجهة هذه التحديات.
قال الكاتب الصحفي جمال رائف، إن الإقبال المتزايد من عدد من الدول الأوروبية للاعتراف بالدولة الفلسطينية، بالتزامن مع اقتراب انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، شكّل ضغطًا سياسيًا كبيرًا على إسرائيل، ما دفعها إلى التصعيد العسكري ومحاولة فرض الأمر الواقع، موضحا أن هذا التصعيد يكشف عن غطرسة القوة الإسرائيلية، في مواجهة دبلوماسية دولية بدأت تعي طبيعة العدوان المستمر على الأراضي الفلسطينية.