عاجل

«أبو شامة»: الهجوم على الدوحة كشف رغبة إسرائيل لقيادة المنطقة

قطاع غزة
قطاع غزة

قال الدكتور محمد مصطفى أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر، إنّ العملية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت وفد  حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، تعد نقطة تحول كبرى في مسار العلاقات الإقليمية وتشابكاتها في منطقة الشرق الأوسط، مؤكداً أنها ليست مجرد عملية عسكرية عابرة، بل تحمل دلالات استراتيجية عميقة على مستوى الصراع.

وجود وفد حماس في الدوحة باتفاق ضمني

وأوضح أبو شامة، خلال مداخلة مع الإعلامية نهى درويش في برنامج منتصف النهار المذاع عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن وفد حركة حماس كان متواجداً في الدوحة بشكل معلن وشرعي، وباتفاق ضمني مع الإدارة الأمريكية، وذلك بغرض مناقشة مقترح أُطلق عليه اسم "الصفقة الكلية"، وهو مشروع طرحه الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب.
 

وأشار إلى أن هذه الصفقة كانت تستهدف وضع حد للحرب، والعمل على إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، بجانب الدخول في مفاوضات لتحديد ملامح المرحلة المقبلة من النزاع.

وأضاف: "حماس كانت بصدد تقديم رؤيتها تجاه المقترح عندما وقع الهجوم الإسرائيلي الذي خلط كل الأوراق".

إسرائيل لا تؤمن بالوساطة

وأكد مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر أن ما حدث يكشف بوضوح أن إسرائيل لا تؤمن بالوساطة أو الحلول السياسية، وإنما تتبنى سياسة تقوم على القتل والهيمنة، مضيفاً أن العملية الأخيرة تعد إعلاناً واضحاً بأن إسرائيل تسعى لتغيير قواعد إدارة الصراع في المنطقة.


ولفت إلى أن القضية الفلسطينية لم تعد مقتصرة على غزة فقط، بل إن الطموحات الإسرائيلية باتت تتجاوز الحدود، لتشمل إعادة ترتيب شامل للشرق الأوسط، حيث تحولت إلى مشروع سياسي معلن، مدفوع برغبة إسرائيلية جامحة للسيطرة على المنطقة.

طموحات إسرائيل وخططها للمنطقة

وأضاف أبو شامة: "إسرائيل لا تعترف إلا بالقتل وأطماعها وخططها للشرق الأوسط. 

الطموح الإسرائيلي الجامح لقيادة المنطقة بات واضحاً للجميع، فقبل أيام تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن معبر رفح، وزعم أن إدخال الفلسطينيين إلى مصر هو عمل إنساني يتمناه ويدعو إليه، بينما في الواقع يخدم أجندته السياسية".
واعتبر أن مثل هذه التصريحات تكشف مستوى الخطر الذي تمثله التوجهات الإسرائيلية على الأمن القومي العربي والإقليمي.

فقدان الوسطاء وإقصاء الأدوار الإقليمية

وتابع حديثه قائلاً: "الحكومة الإسرائيلية الحالية تتعمد إقصاء جميع الوسطاء ، فمصر خرجت من دائرة الوساطة بعد تصريحات نتنياهو الأخيرة، وقطر استُهدفت بعملية الدوحة، ما يعني أننا أصبحنا أمام طريق مسدود في أي مسار تفاوضي أو حديث عن هدنة".
وأوضح أن إسرائيل نجحت في تعطيل الدورين المصري والقطري، وهما الطرفان الأساسيان في أي مفاوضات برعاية أمريكية، مما يضع المنطقة في مواجهة مفتوحة بلا أفق سياسي.

الموافقة الأمريكية ودلالاتها

واختتم أبو شامة تصريحاته بالتأكيد على أن الإدارة الأمريكية كانت على علم مسبق بالضربة الإسرائيلية، بل جرت بموافقتها ودعمها، مشيراً إلى أننا أمام مرحلة جديدة في تاريخ إدارة الصراع في الشرق الأوسط.
وقال: "الولايات المتحدة وإسرائيل تعملان على نقل الصراع من إطار المواجهة داخل غزة إلى مواجهة شاملة مع الأطراف الإقليمية كافة، وهو ما يعني أن الشرق الأوسط أمام تحول استراتيجي بالغ الخطورة ستكون له انعكاسات على الأمن والسلم الدوليين".

تم نسخ الرابط