وزير الخارجية الأسبق: بيان واشنطن عن استهداف الدوحة "مضحك" ومليء بالتناقضات
أثار الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة، وما تبعه من بيانات أمريكية متناقضة، حالة من الجدل السياسي والدبلوماسي على المستويين العربي والدولي.
وفي هذا السياق، خرج السفير محمد كامل عمرو، وزير الخارجية الأسبق، ليكشف عن رؤيته للأحداث وينتقد بشدة الموقف الأمريكي، خاصة ما ورد في بيان البيت الأبيض الذي أكد أن الرئيس السابق دونالد ترامب كان قد أبلغ قطر مسبقًا بالعملية، وهو ما نفته الدوحة بشكل قاطع، مؤكدة أنها تفاجأت بالهجوم وقت وقوع الانفجارات.
الموقف الأمريكي بين التبرير والإدانة
وقال السفير محمد كامل عمرو، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "يحدث في مصر" الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر عبر شاشة "إم بي سي مصر"، إن بيان الولايات المتحدة كان صادمًا ومليئًا بالتناقضات.
وأضاف أن تأكيد واشنطن إبلاغ قطر مسبقًا بالهجوم يتناقض مع رواية الدوحة التي شددت على أنها لم تُخطر إلا لحظة وقوع الانفجارات، وهو ما يجعل الموقف الأمريكي غامضًا ومثيرًا للريبة.
ترامب ومبدأ "مسك العصا من المنتصف"
انتقد وزير الخارجية الأسبق بشدة موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبرًا أنه يتبنى سياسة "مسك العصا من المنتصف" في وقت لا يحتمل المواربة أو التردد. وأوضح أن الموقف الدولي في مثل هذه الأحداث يجب أن يكون واضحًا وصريحًا: إما إدانة المعتدي أو الوقوف إلى جانب المستهدف، مؤكدًا أن محاولة التوازن بين الطرفين يضر بالمصداقية الأمريكية ويجعلها في موقف ضعيف أمام المجتمع الدولي.
غموض المشهد في الدوحة
وأشار السفير عمرو إلى أن ما جرى في الدوحة ما زال غامضًا حتى اللحظة، وأن الصورة لم تتضح بشكل كامل بشأن حجم الخسائر البشرية أو المادية. وأضاف أن هناك احتمالية كبيرة لوقوع ضحايا من المواطنين القطريين، وهو ما يزيد من تعقيد الأزمة ويفتح الباب أمام تصعيد سياسي وإعلامي جديد.
واشنطن وقدرتها على منع الهجوم
شدد وزير الخارجية الأسبق على أن الولايات المتحدة كان بوسعها منع الهجوم الإسرائيلي لو أرادت ذلك بالفعل، موضحًا أن قدرات واشنطن العسكرية والاستخباراتية تجعلها قادرة على التدخل لوقف أي عمل عدائي إذا كانت هناك إرادة سياسية حقيقية لكنه اعتبر أن صمتها وتبريراتها الحالية تعكس رضاها الضمني عما حدث، بل وربما مشاركتها في التخطيط له بشكل غير مباشر.
"بيان مضحك" يثير الاستغراب
ووصف السفير محمد كامل عمرو البيان الأمريكي الذي برر استهداف قادة حركة حماس في قطر بأنه "بيان مضحك" وغير منطقي، مشيرًا إلى أن مثل هذه التبريرات لا تنطلي على أحد، وأنها تعكس ازدواجية المعايير التي تتعامل بها الإدارة الأمريكية مع قضايا المنطقة. وأكد أن واشنطن تسعى دائمًا لتقديم غطاء سياسي لإسرائيل مهما ارتكبت من تجاوزات أو اعتداءات.
انعكاسات الهجوم على المشهد الإقليمي
أكد الدبلوماسي المخضرم أن استهداف الدوحة يحمل رسائل خطيرة على الأمن الإقليمي، مشددًا على أن قطر لعبت دورًا بارزًا في السنوات الأخيرة كوسيط في العديد من الملفات الشائكة، ومن بينها القضية الفلسطينية. وأوضح أن ضرب هذا الدور قد يؤدي إلى إضعاف أي محاولات جادة للتسوية السياسية في المنطقة، ويجعل احتمالات التصعيد أكثر ترجيحًا.
واختتم بأن الهجوم على العاصمة القطرية الدوحة وما تلاه من مواقف أمريكية مثيرة للجدل يفتح الباب واسعًا أمام تساؤلات كثيرة حول مستقبل الدور الأمريكي في المنطقة، ومدى جدية واشنطن في لعب دور الوسيط النزيه.
وفي الوقت ذاته، تبقى تصريحات السفير محمد كامل عمرو مؤشرًا على حجم الغضب العربي من ازدواجية المعايير الأمريكية، وهو ما قد يدفع العديد من الدول لإعادة النظر في تعاملها مع المواقف الدولية خلال المرحلة المقبلة.
