ضياء السيد: مصر ضمنت التأهل للمونديال منذ إعلان القرعة

كشف الكابتن ضياء السيد، المدرب السابق لمنتخب مصر، عن رؤيته الفنية لنظام التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2026، مؤكداً أن التغيير في قواعد التصفيات جعل مهمة المنتخبات العربية والأفريقية الكبرى، وعلى رأسها المنتخب المصري، أسهل بكثير مقارنة بالنسخ السابقة.

وأضاف أن المنتخب المصري يملك كل المقومات لضمان التأهل المبكر، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن طموحات الجماهير لم تعد تتوقف عند بلوغ المونديال، بل تتجه نحو منافسة الكبار في الأدوار النهائية.

تصفيات كأس العالم 2026: فرصة تاريخية للفراعنة

أوضح ضياء السيد، في حديث خاص خلال ظهوره على شاشة إم بي سي مصر مع الإعلامي شريف عامر في برنامج "يحدث في مصر"، أن نظام التصفيات الجديد الذي أقرّه الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أتاح فرصاً أوسع للقارة الأفريقية، حيث ارتفع عدد المقاعد المخصصة لها، مما جعل مهمة التأهل أقل تعقيدًا.

وأشار إلى أن المنتخب المصري وقع في مجموعة تعد في المتناول، حيث اعتبر أن المنافس الأبرز هو منتخب بوركينا فاسو، لكنه أكد أن نتائجه الأخيرة في التصفيات لا تعكس صورة المنتخب القوي الذي اعتاد البعض الترويج له.

مصر أمام مجموعة سهلة.. لكن الحذر مطلوب

أكد ضياء السيد أن الفراعنة يمتلكون أفضلية واضحة في مجموعتهم، خصوصًا وأنهم تغلبوا أكثر من مرة على بوركينا فاسو في مواجهات سابقة، إلا أنه حذّر من الاستهانة بأي منتخب مهما كان تصنيفه، مشيراً إلى أن عامل المفاجأة حاضر دائماً في التصفيات الأفريقية.
وأضاف أن المنتخب المصري لا يحتاج سوى لنقطتين فقط من مباراتين قادمتين "سهلة للغاية"، لضمان بطاقة العبور المبكرة إلى كأس العالم.

أداء المنتخب المصري: التزام وحذر مفرط

تحدث ضياء السيد عن أداء المنتخب المصري في مباراته الأخيرة، حيث وصفه بأنه كان "مكبلًا" و"متحفظًا بشكل زائد"، وهو ما جعله يخوض اللقاء بسياسة الحذر والحرص أكثر من البحث عن التفوق الهجومي.

وأوضح أن الجهاز الفني يميل أحيانًا إلى تأمين النتيجة أكثر من فرض أسلوب اللعب الهجومي، رغم أن الظروف مهيأة لتحقيق نتائج مريحة دون قلق.

طموحات الجماهير المصرية: ما بعد التأهل

أكد ضياء السيد أن الجمهور المصري لم يعد يكتفي بمجرد الاحتفال بالتأهل إلى كأس العالم كما كان الحال في الماضي، بل أصبحت التطلعات أكبر، حيث يرغب الجميع في أن يصل المنتخب إلى مراحل متقدمة وأن ينافس على مستوى عالٍ.

وأضاف: "من أول ما القرعة اتعملت مصر ضمنت التأهل، لكن الهدف الحقيقي الآن هو تجهيز فريق قادر على مواجهة الكبار في الأدوار النهائية".

ضرورة المباريات الودية أمام منتخبات الصف الأول

شدد ضياء السيد على أن المنتخب المصري بحاجة ماسة إلى الاحتكاك مع مدارس كروية قوية ومتنوعة من أوروبا وآسيا وأمريكا اللاتينية، خاصة وأن مبارياته الودية خلال العامين الماضيين اقتصرت على منتخبات من مستويات متواضعة.

وأكد أن مواجهة منتخبات من التصنيف الرابع والخامس لا تساعد في بناء فريق قادر على مقارعة المنتخبات الكبرى في المونديال، مشيراً إلى أن التجارب القوية تصقل شخصية اللاعبين وتمنحهم الثقة المطلوبة.

كيف يستعد الفراعنة للمونديال؟

أوضح ضياء السيد أن الاستعداد لكأس العالم لا يقتصر فقط على ضمان بطاقة التأهل، بل يتطلب خططًا مدروسة طويلة الأمد تشمل:

توفير معسكرات تدريبية منتظمة.

جدولة مباريات ودية مع مدارس كروية مختلفة.

الاهتمام بالجانب البدني والذهني للاعبين.

الاستفادة من خبرات المحترفين المصريين في أوروبا، وعلى رأسهم محمد صلاح.

مصر بين الماضي والحاضر: من "المشاركة" إلى "المنافسة"

استعاد ضياء السيد ذكريات التأهل السابق لمونديال روسيا 2018، حيث كان الهدف الأساسي حينها هو "كسر الغياب" عن البطولة، لكن هذه المرة يرى أن المنتخب والجمهور معًا يطمحون لأبعد من ذلك.

وأكد أن مصر تملك قاعدة جماهيرية ضخمة ولاعبين موهوبين قادرين على تمثيل القارة الأفريقية بصورة مشرفة، إذا ما حصلوا على الاستعداد الجيد والخبرة الدولية المطلوبة.

 تأهل مضمون وطموح مفتوح

مع سهولة المجموعة والتغييرات التي أقرها الفيفا، يبدو أن منتخب مصر في طريقه لتأهل مريح إلى مونديال 2026. لكن كما شدد ضياء السيد، فإن التحدي الأكبر لا يكمن في بطاقة التأهل نفسها، بل في قدرة المنتخب على تطوير أدائه وتجهيز لاعبيه لخوض مباريات على أعلى مستوى، بحيث لا يكتفي الفراعنة بالظهور الشرفي، بل يسعون لترك بصمة قوية في أكبر محفل كروي عالمي.