عاجل

شريف عامر: استهداف قطر يكشف رفض نتنياهو لأي تسوية سلمية

نتنياهو
نتنياهو

أكد الإعلامي شريف عامر أن ما قامت به إسرائيل من استهداف مباشر لدولة قطر لا يمكن اعتباره عملاً عسكريًا عابرًا، بل يمثل رسالة سياسية واضحة أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إيصالها للعالم.


وأوضح عامر، خلال تقديمه برنامج "يحدث في مصر" على شاشة "إم بي سي مصر"، أن قطر وُصفت دائمًا بالدولة الوسيطة والراعية للمفاوضات في ملفات إقليمية شائكة، ولذلك فإن استهدافها يحمل دلالات تتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة التقليدية.

نتنياهو.. زعيم يعتاش على الصراع ورفض التسويات

أشار عامر إلى أن نتنياهو منذ صعوده السياسي في تسعينيات القرن الماضي عُرف بنهجه القائم على "إدامة الصراع" أكثر من البحث عن حلول واقعية. وأضاف أن إسرائيل في عهده باتت أكثر عداءً لفكرة المفاوضات الجادة، حيث يعتمد على تغذية الداخل الإسرائيلي بفكرة "العدو الدائم" لضمان استمراريته السياسية.


وبحسب عامر، فإن "نتنياهو لا يقدر على العيش من دون عدو"، وهو ما يفسر تكرار خطواته التصعيدية في أكثر من محطة، وصولاً إلى استهداف قطر، التي طالما عُرفت بكونها وسيطًا نشطًا في أزمات المنطقة.

إطلاق النار في القدس وتداعياته على قرارات نتنياهو

في سياق متصل، لفت شريف عامر إلى أن ما حدث في القدس من عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل عدد من المستوطنين شكّل تهديدًا مباشرًا لمكانة نتنياهو داخل إسرائيل. وأوضح أن هذا التطور الأمني الخطير كان دافعًا رئيسيًا وراء محاولة نتنياهو قلب المعادلات عبر استهداف قطر، باعتبارها دولة وسيطة تُشكل عنصر توازن في المشهد الإقليمي.


ويرى مراقبون أن هذا التصعيد الإسرائيلي يهدف بالأساس إلى توجيه الأنظار بعيدًا عن الأزمات الداخلية التي تعصف بالحكومة الإسرائيلية.

الموقف الخليجي: وحدة الصف في مواجهة الاعتداء

من أبرز ما أثار الانتباه عقب الحادث هو الموقف الموحد لدول مجلس التعاون الخليجي. فقد أصدرت دول الخليج بيانات متزامنة تدين الهجوم الإسرائيلي على قطر وتعتبره اعتداءً على السيادة الخليجية برمتها.


وأكد عامر أن هذا المشهد يعكس بوضوح شعور دول الخليج بأنها "وحدة سياسية واجتماعية واحدة"، وأن أي استهداف لعضو فيها يُعتبر استهدافًا للمنظومة بأكملها.

انعكاسات الهجوم على مستقبل الصراع العربي الإسرائيلي

بحسب تحليل عامر، فإن ما أقدم عليه نتنياهو قد يمثل نقطة تحول تاريخية في مسار الصراع العربي الإسرائيلي. فإذا كانت الحروب السابقة تدور حول فلسطين والأراضي المحتلة، فإن استهداف عاصمة عربية مستقرة مثل الدوحة يفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر خطورة، قد تمتد لتشمل تهديد الاستقرار الإقليمي برمته.


كما شدد على أن هذا التطور يفرض على الدول العربية إعادة تقييم استراتيجياتها في التعامل مع إسرائيل، سواء على الصعيد الدبلوماسي أو الأمني.

قطر كوسيط إقليمي ودورها في التوازن السياسي

لطالما لعبت قطر دور الوسيط في قضايا الشرق الأوسط، بدءًا من الملف الفلسطيني وصولاً إلى ملفات أخرى مثل المفاوضات حول لبنان وأفغانستان. ومن ثم فإن استهدافها لا يقتصر على ضربة سياسية لها وحدها، بل يمثل ضربة لمنهج "الوساطة" ذاته الذي تحتاجه المنطقة لإدارة النزاعات.

قراءة مستقبلية: هل يقود التصعيد إلى مواجهة شاملة؟

ويؤكد شريف عامر أن نتنياهو، رغم خبرته الطويلة في إدارة الأزمات، قد يكون هذه المرة قد "أفلت الزمام"، إذ أن ضرب دولة خليجية يُعتبر بمثابة مقامرة سياسية خطيرة قد ترتد نتائجها عكسياً على إسرائيل نفسها.

  

تم نسخ الرابط